شدوى الصلاح
توقع الناشط والقيادي في المقاومة الجنوبية في اليمن عادل الحسني، أن يصل الخلاف بين السعودية والإمارات قريباً إلى اليمن ويؤثر على سير المعارك هناك، مشيراً إلى أن الإمارات أنشأت معسكرات لا تساند الشرعية التي زعمت السعودية أنها جاءت من أجلها.
وأشار في حديثه مع الرأي الآخر، إلى أن الخلاف السعودي الإماراتي، الراهن في إطار النفط والبترول والاقتصاد الداخلي بينهما في منظمة أوبك، موضحاً أن بينهما أيضا تباين واستقطاب وسباق على المصالح فيما يخص الحرب على اليمن.
وأضاف الحسني، أن الإمارات لها برنامج مختلف تماماً عن عنوان عاصفة الحزم، مستدلاً باعترف قائد القوات الإماراتية أنهم يحاربون جماعة الإخوان المسلمين باليمن، بينما السعودية تحتضن جماعة الإخوان وتساعدهم بالطيران في مأرب وغيرها.
وتابع: “هناك تباين واضح بين السعودية والإمارات، وهناك نقاط التقاء وتوافق أيضا حول المصالح المشتركة بينهما، ومن المعلوم أن قوات التحالف العربي كلها انسحبت ولم يتبق أحد يساند السعودية سوى الإمارات في جزء يسير في حربها”.
واستطرد الحسني: “حتى في حرب الحوثي لم يتبقى سوى السعودية تساند الجيش اليمني ببعض طلعات الطيران، حسب مصلحتها والدفاع عن حدودها”، متوقعاً إبرام اتفاقية حوثية سعودية تنهي الحرب كلياً في اليمن عندما تأمن المملكة على نفسها من الحوثي أو تتفق معها”.
وأكد أن الإمارات توقفت عن الحرب على الحوثي وبقيت حربها في جنوب اليمن، ودعم جماعات وميلشيا، مدعية محاربتها للإرهاب وهي من أنشأت وبنت السجون السرية وتقوم بالتعذيب والإخفاء القسري وتدعم أمراء الحرب وتنتهك الأمن بدعم بقايا عبدالله صالح.
وقال الحسني، إن كل هذه الأمور الإمارات هي من أنشأتها، لتحقيق أهدافها في السيطرة على ميناء عدن وإبقاء السيطرة على جزيرة سقطرى أكبر جزيرة في العالم، وكذلك البقاء على قوتها في جزيرة ميون القريبة من باب المندب أهم معابر العالم المائية.
يشار إلى أن الخلافات بين السعودية والإمارات تصاعدت مؤخراً في عدة ملفات، أبرزها انتقاد وزير النفط السعودي عبد العزيز بن سلمان، الإمارات في اجتماع أوبك +، بعد رفض الأخيرة خطة تمديد استراتيجية خفض إنتاج النفط الحالية.
كما عدلت السعودية قواعد الاستيراد من الدول الأخرى الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي لتستبعد السلع المنتجة في المناطق الحرة أو التي تستخدم مكونات إسرائيلية من امتيازات جمركية تفضيلية وذلك في خطوة تمثل تحديا للإمارات مركز التجارة والأعمال في المنطقة.
وطبعت السعودية علاقاتها مع قطر، وتجري مقاربات في العلاقات السعودية التركية وحراك دبلوماسي نحو تطبيع العلاقات، فيما تشتد في اليمن الهجمات العسكرية بين القوات السعودية والقوات المدعومة إماراتياً.
ومؤخراً استضافت قناة العربية السعودية رئيس حركة المقاومة الفلسطينية “حماس” في الخارج خالد مشعل بعد حملة تحريض على الحركة والإخوان خلال السنوات الماضية، في مؤشر على تغّير سياسة المملكة في هذا الملف بعكس تصعيد الإمارات محاربتها للإسلاميين.