أجرت سفيرتا أمريكا وفرنسا في لبنان زيارة نادرة للسعودية، في محاولة للتوصل إلى حل للأزمات السياسية والاقتصادية في البلاد.
والتقت السفيرة الأمريكية دوروثي شيا ونظيرتها الفرنسية آن جريللو بمسؤولين سعوديين في الرياض، فيما يراه الكثيرون عودة محتملة للمملكة للتأثير على المشهد السياسي اللبناني.
وأوضحت غريلو في بيان أصدرته السفارة الفرنسية قبل الزيارة أنها ستحث “المسؤولين اللبنانيين على تشكيل حكومة فاعلة وذات مصداقية للعمل على تحقيق الإصلاحات الجوهرية في مصلحة لبنان بما يتماشى مع تطلعات الشعب اللبناني”.
وقالت شيا إنها تهدف إلى أن تظهر للحكومة السعودية “خطورة الوضع في لبنان والتأكيد على أهمية المساعدات الإنسانية للشعب اللبناني، فضلا عن زيادة الدعم للجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي”.
استقال مجلس الوزراء اللبناني بعد انفجار هائل في مرفأ بيروت في أغسطس من العام الماضي، وهو يتصرف بصفة مؤقتة منذ ذلك الحين.
وتفاقمت الأزمة الاقتصادية في البلد العربي المثقل بالديون، وفقدت الليرة اللبنانية 90 في المائة من قيمتها مقابل الدولار منذ اندلاع الأزمة في عام 2019.
وحثت كل من الولايات المتحدة وفرنسا لبنان على تشكيل حكومة مستقرة، لكن ظهرت عقبات باستمرار أمام أي حل للأزمة السياسية.
وكانت فرنسا صارمة بشكل خاص في تحذير لبنان من تنفيذ إصلاحات سياسية، وفرضت عقوبات على شخصيات لبنانية في أبريل زعمت مسؤوليتها عن المأزق.
وفي الشهر الماضي، تبين أن البنوك اللبنانية استهلكت أكثر من 250 مليون دولار من مساعدات الأمم المتحدة المخصصة للاجئين والمجتمعات الفقيرة.
وجاءت زيارة السفير الفرنسي والأمريكي إلى الرياض في نفس اليوم الذي التقى فيه السفير السعودي في لبنان، وليد بخاري، بالبطريركية المسيحية المارونية في البلاد في لقاء جامع.
ودعا البخاري في ذلك الاجتماع إلى حل سياسي، مطالبًا جميع الأطراف بـ”إعطاء الأولوية للمصلحة الوطنية اللبنانية لمواجهة محاولات البعض الإضرار بعلاقة لبنان الوثيقة بعمقه العربي”.
ووفق مراقبين فإن كلا الاجتماعين في السعودية ولبنان ربما يهدفان إلى محاولات الوساطة في النزاعات السياسية في لبنان.
ولم تلعب الرياض مثل هذا الدور المهم في السياسة في بيروت منذ أن ورد أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان احتجز رئيس الوزراء السابق سعد الحريري خلال زيارة في عام 2017.
ووفقًا للأمم المتحدة؛ تعرض الحريري أيضًا للتعذيب وأجبر على إعلان استقالته.
وتحدثت مصادر عن أن السبب الرئيس وراء امتناع السعودية ودول خليجية أخرى عن مساعدة لبنان هو وجود وتأثير حزب الله المدعوم من إيران في المشهد السياسي اللبناني، حيث يشغل التنظيم مقاعد برلمانية وله تأثير كبير على القوات المسلحة للبلاد.