وجهت حركة طالبان تحذيرا جديدا لتركيا من التخطيط لاستمرار الوجود العسكري في البلاد وحراسة مطار العاصمة كابول عقب انسحاب قوات الناتو.
وفي ما هو أجرأ تحذير لطالبان لأنقرة حتى الآن، شددت على أن عرض تركيا للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي الحفاظ على أمن مطار حامد كرزاي في كابول هو انتهاك لاتفاق الدوحة الذي أبرم العام الماضي بين الأطراف المتحاربة، بشأن انسحاب الناتو وخطة السلام بين طالبان والحكومة الأفغانية الحالية.
واستناداً إلى “الروابط التاريخية والثقافية والدينية” التي تشترك فيها أفغانستان مع تركيا، قالت طالبان إن استمرار الاحتلال “سيثير مشاعر الاستياء والعداء داخل بلادنا تجاه المسؤولين الأتراك وسيضر بالعلاقات الثنائية”.
ووصفت الحركة القرار التركي بأنه “غير حكيم وانتهاك لسيادتنا ووحدة أراضينا وضد مصالحنا الوطنية”، وأكدت أنها “تدين هذا القرار المستهجن بأشد العبارات”.
وحث البيان الشعب والسياسيين الأتراك على “رفع أصواتهم ضد هذا القرار لأنه لا يفيد تركيا ولا أفغانستان، وإنما يخلق مشاكل وقضايا بين البلدين المسلمين”.
وفي النهاية، حذرت من أنه “إذا فشل المسؤولون الأتراك في إعادة النظر في قرارهم واستمروا في احتلال بلادنا، فإن طالبان والأمة الأفغانية- تماشياً مع واجبهم الديني والضميري والوطني- سوف يتخذون قرار الوقوف ضدهم كما وقفوا ضد الاحتلال الذي دام عقدين”.
وهذا التحذير هو أول بيان مباشر يهدد بعمل عسكري محتمل ضد القوات التركية ويبدو أنه يؤكد هذه التكهنات.
مع استعداد الولايات المتحدة لسحب آخر قواتها البرية من أفغانستان بحلول 31 أغسطس، حققت طالبان مكاسب كبيرة في الأسابيع الأخيرة من خلال الاستيلاء على ما لا يقل عن عشرات المناطق الرئيسية والمعابر الحدودية، وتسيطر الآن على حوالي 80 في المائة من البلاد.
ويخشى الكثير من أنه بمجرد اكتمال انسحاب الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، فإن الجماعة سوف تجتاح العاصمة كابول بعد فترة وجيزة وتطيح بالحكومة.