قالت جماعات حقوقية دولية إن إيران تستخدم القوة غير القانونية والمفرطة في حملة ضد الاحتجاجات على نقص المياه في إقليم الأحواز (خوزستان) الغني بالنفط والقاحل جنوب غربي البلاد.
وقالت منظمة العفو الدولية إن ثمانية متظاهرين ومارة على الأقل، بينهم صبي، قتلوا عندما استخدمت السلطات الذخيرة الحية لقمع الاحتجاجات.
وأكدت المنظمة الحقوقية في بيان أن “قوات الأمن الإيرانية استخدمت قوة غير قانونية، بما في ذلك إطلاق الذخيرة الحية والخرطوش لسحق الاحتجاجات السلمية في الغالب”.
وأشارت إن تحليل مقاطع الفيديو من الاحتجاجات وشهادات الشهود “تؤكد استخدام قوات الأمن أسلحة آلية فتاكة، وبنادق ذات ذخيرة عشوائية بطبيعتها، والغاز المسيل للدموع”.
وقالت وسائل إعلام ومسؤولون إيرانيون إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا بينهم ضابط شرطة ومتظاهر، متهمين “الانتهازيين” و “المشاغبين” بإطلاق النار على المتظاهرين وقوات الأمن.
وخلال الأسبوع الماضي، هزت مظاهرات إيران، لا سيما في جنوب غرب الأحواز، المنطقة الرئيسية المنتجة للنفط في البلاد.
وتعاني المنطقة من جفاف شديد منذ مارس، وهي المحافظة التي تُعد موطنًا لأقلية عربية كبيرة، ويشكو سكانها مرارا من تهميشهم من السلطات.
وبدأت الاحتجاجات في البداية بسبب نقص الوصول إلى خدمات المياه ، وشهدت بعض الاحتجاجات شعارات مناهضة للحكومة ودعوات للإطاحة بالنظام.
ورداً على ذلك، استخدمت القوات الأمنية أسلحة آلية وبنادق وقنابل مسيلة للدموع في محاولة لتفريق المتظاهرين.
وقالت ديانا الطحاوي، نائب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية، في بيان، إن استخدام الذخيرة الحية ضد المتظاهرين الذين لم يشكلوا أي تهديد مباشر لقوات الأمن يشكل “انتهاكًا مروعًا لالتزام السلطات بحماية الحياة البشرية”.
وذكرت الطحاوي أن “لدى السلطات الإيرانية سجل مروع في استخدام القوة المميتة غير القانونية. الأحداث التي تتكشف في خوزستان لها أصداء تقشعر لها الأبدان في نوفمبر 2019”.
وفي عام 2019، اتهمت جماعات حقوقية طهران بشن حملة قمع شرسة ضد الاحتجاجات في جميع أنحاء البلاد على ارتفاع أسعار الوقود. وبحسب منظمة العفو الدولية، قُتل ما لا يقل عن 304 أشخاص.
وفي بيان منفصل، قالت هيومن رايتس ووتش إن السلطات الإيرانية استخدمت على ما يبدو القوة المفرطة ضد المتظاهرين، وينبغي للحكومة “التحقيق بشفافية” في الوفيات المبلغ عنها.
وقالت تارا سبهري فار، الباحثة الإيرانية في المنظمة، إن “السلطات الإيرانية لديها سجل مقلق للغاية في الرد بالرصاص على المتظاهرين المحبطين من الصعوبات الاقتصادية المتزايدة وتدهور الظروف المعيشية”.
وقللت وسائل الإعلام المحلية من أهمية العنف، مع ذلك، عزت عددًا من الوفيات إلى هجمات المتظاهرين، الذين أطلقوا عليهم “مثيري الشغب”.
وأشارت منظمة العفو إلى أن السلطات الإيرانية ذهبت إلى أبعد من ذلك لإلقاء اللوم في الاضطرابات على مثيري الشغب.
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي، يوم الجمعة، إنه يتفهم غضب المحتجين من الجفاف في جنوب غرب البلاد.
ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي قوله “أظهر الناس استيائهم لكن لا يمكننا تقديم أي شكوى لأن قضية المياه في مناخ خوزستان الحار ليست قضية ثانوية”، وكان هذا أول تعليق مباشر له على الاحتجاجات منذ بدايتها قبل أسبوع.
كما اتهم أعداء إيران بمحاولة استغلال الوضع ، محذرا من أن “العدو سيحاول استخدام أي أداة ضد الثورة والأمة ومصالح الشعب، لذلك يجب الحرص على عدم إعطائه أي ذريعة”.