اتخذت العلاقات بين المغرب والجزائر منعطفًا خطيرًا بعد أن عسكرت الجزائر حدودها مع المغرب، في وقت لم يستبعد المراقبون احتمال إغلاقها المجال الجوي المشترك مع جارتها الغربية.
وكان المجلس الأعلى للدولة الجزائرية عقد اجتماعًا استثنائيًا، الأربعاء الماضي، برئاسة الرئيس عبد المجيد تبون، واتهم الرباط بتهديد استقرار الجزائر وأمنها بالتنسيق مع الكيان الإسرائيلي.
واتهم المجلس السلطات المغربية بإشعال الحرائق في البلاد بمساعدة حركة استقلال القبائل، فيما أعلن عن نيته إعادة النظر في العلاقات مع المغرب.
كما اتهم وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة المغرب بالتنسيق مع الكيان الإسرائيلي لزعزعة استقرار الجزائر، مستنكرًا تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، الذي تحدث عن التنسيق بين الجزائر وإيران خلال زيارته للرباط.
وتشن الصحافة الجزائرية حملة غير مسبوقة ضد المغرب، حيث أفادت صحيفة الجزائر باتريوتيك بأن البلاد تدرس تعليق الخط الجوي مع الدار البيضاء لإعادة النظر في العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكدت الصحيفة التي يملكها وزير الدفاع السابق خالد نزار، أن الجيش الجزائري عسكر الحدود مع المغرب وأعلن حالة الطوارئ الاستثنائية.
بدوره، كثف المغرب تواجده العسكري على الحدود، وسط تخوف من أن يؤدي التوتر إلى مناوشات عسكرية.
ورغم الإجراءات التي أعلنتها الجزائر ومنها إعادة النظر في العلاقات، التزمت الرباط الصمت ولم ترد على بيان المجلس الأعلى للدولة الجزائري.
وتفسر الصحافة المغربية المواقف الأخيرة للجزائر على أنها محاولة من السلطة لتصدير مشاكلها الداخلية إلى الخارج.