شدوى الصلاح
قال الباحث في الشؤون الأفريقية موسى تيهوساي، إن قطع الجزائر علاقاتها مع المغرب، يمثل فرصة لمشروع إسرائيل وأبوظبي في المنطقة، وتسعير لعوامل التفرقة في المغرب العربي، مضيفاً أن الكيان الصهيوني والأنظمة العربية الدائرة في مشروعه هم المستفيدين من الشقاق.
وأشار في حديثه مع الرأي الآخر، إلى أن التخبط السياسي الانقلاب على التجربة الديمقراطية الحاصل في تونس جزء من أهداف مشروعهم، إلى جانب زرع المنطقة بالجنرالات والمستبدين، لمعاداة الوحدة المغاربية التي سيكون لها دور في المحيط الإقليمي والدولي حال نجاحها.
ولفت لباحث في الشؤون الأفريقية، إلى أن المنطقة المغاربية بقيت على مدى عقود بعيدة كل البعد عن صراع المحاور والطائفية والأيديولوجية، وكانت على مذهب وسطي واحد وتقارب اجتماعي وثقافة شبه موحد.
وحذر من استغلال خطوة قطع العلاقات التي وصفها بالمؤسفة، بشكل مخيف من قبل عتاة الثورة المضادة لإدخال المنطقة في صراعات عدمية تستهلك طاقة هذه الدول وتشعل الحروب الأيديولوجية والأهلية.
وحث تيهوساي، الدول المغاربية على استيعاب خطورة هذه السيناريوهات، والتعقل واستعمال الحاسة الاستراتيجية الوطنية، وتقدير خطورة المشاريع الإقليمية المستوردة وأضرارها بعيدة المدى على مستوى التماسك الاجتماعي والسياسي بين الدول المغاربية.
وجزم بأن الجزائر والمغرب لديهما قناعة مشتركة بثقل وكارثية الشقاق والقطيعة بينهما، متوقعاً ألا تطول وأن تعود الأمور إلى وضعها الطبيعي مع بقاء التباينات السابقة التي تعد من أكثر القضايا التي تعطل إنجاز الوحدة الوطنية المغاربية منذ الاستقلال أواسط القرن الماضي.
ودعا تيهوساي، الدول العربية غير المتورطة في سفك دماء المغاربة للتوسط بحيادية لإرجاع العلاقات بين البلدين، وقطع الطريق أمام المستفيدين الصهاينة وتابعيهم من الأنظمة العربية الحالمة بوأد إرادة الشعوب وإعادتها إلى حظيرة الطاعة المطلقة للحاكم المستبد.
يشار إلى أن وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أعلن أمس الأول الثلاثاء 24 أغسطس/آب 2021، قطع بلاده علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب، بسبب ما وصفها بـ”أفعال عدائية متواصلة” من المغرب ضد الجزائر.