غادرت ناقلة محملة بالوقود المياه الإيرانية متجهة إلى لبنان، فيما تواصل البلاد مواجهة أزمة اقتصادية وأزمة طاقة متصاعدة.
وقال موقع “مراقب النفط” TankerTrackers.com إن إحدى ناقلات النفط غادرت المياه الإيرانية يوم الخميس، بينما من المقرر أن تغادر الأخرى صباح الجمعة.
وأضاف أن “الناقلة المحملة بالوقود لشبكة الكهرباء غادرت الخميس بينما من المتوقع أن تغادر الناقلة الأخرى التي تحمل البنزين الجمعة، لكن في وقت لاحق قال الموقع إن الناقلة الثانية ستغادر على الأرجح يوم السبت.
وأضاف أن الناقلة الأولى غادرت الميناء الأسبوع الماضي لكنها لم تغادر المياه الإيرانية إلا يوم الخميس بسبب “خط ساحلي طويل للغاية” و”بروتوكولات المغادرة”.
وعلى الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الناقلة ستصل إلى لبنان- لأن هذا سيعني انتهاك العقوبات الأمريكية على إيران- فإن المغادرة تفي بوعد قدمه زعيم حزب الله حسن نصر الله بأن طهران ستدعم لبنان بالوقود.
ووعد نصر الله، في خطاب متلفز، بأن شحنات الوقود الإيراني ستصل “في الأيام المقبلة”، للمساعدة في حل النقص الحاد في البلد، كما نفى نصر الله مبادرة تدعمها الولايات المتحدة لتخفيف أزمة الطاقة في لبنان ووصفها بأنها “أوهام”.
ويوم الأحد وحده، ارتفعت أسعار الوقود بنسبة تصل إلى 66 في المائة بعد خفض آخر للدعم، مما زاد الضغط على الأشخاص الذين يكافحون لتغطية نفقاتهم.
وتضاعفت تكلفة النفط والغاز في لبنان ثلاث مرات تقريبًا في الشهرين الماضيين منذ أن بدأ البنك المركزي في قطع دعمه للواردات.
والخفض الأخير، الذي من المتوقع أن يتسبب في ارتفاع أسعار السلع الأساسية الأخرى، يضاف إلى الأزمة الاقتصادية للبلاد، وهي واحدة من الأسوأ في العالم منذ خمسينيات القرن التاسع عشر.
وأجبر نقص الوقود الشركات والمكاتب الحكومية على الإغلاق، بل وهدد بانقطاع التيار الكهربائي في المستشفيات.
وحزب الله، الحليف الوثيق لإيران، ولكن تصنفه معظم دول الغرب على أنه جماعة إرهابية، هو قوة سياسية رئيسية في لبنان، ويخضع قادته لعقوبات أمريكية.
وقال نصر الله “سنواصل هذه العملية ما دام لبنان بحاجة إليها. الهدف هو مساعدة كل اللبنانيين وليس فقط أنصار حزب الله أو الشيعة”.
وتبقى الأسئلة حول ما إذا كانت شحنات الوقود الإيرانية يمكن أن تصل إلى وجهتها.
ومنذ فبراير، دخلت إيران والكيان الإسرائيلي عدوها في “حرب الظل” حيث تعرضت السفن المرتبطة بكل دولة لهجوم في المياه حول الخليج.
ونقلت الرئاسة اللبنانية، في رد على ما يبدو على مزاعم نصر الله يوم الخميس، عن السفيرة الأمريكية دوروثي شيا، قولها إن الجهود جارية مع مصر والأردن لتخفيف مشاكل الطاقة في لبنان.
وقال نصر الله، الأحد الماضي، “أهلا بالغاز المصري، أهلا في الكهرباء الأردنية، ومرحبا في أي جهد يعني أنه سيكون لدينا كهرباء في لبنان”.
ورفض نصر الله مشاركة الولايات المتحدة في المبادرة ووصفها بأنها “وعود، أوهام”، لكنه قال: “إذا تحققت هذه الوعود، فليست مشكلة. لا مانع لدينا، بل على العكس”.