التقى مسؤولو المخابرات الإسرائيلية على انفراد هذا الشهر مع صدام، نجل أمير الحرب الليبي خليفة حفتر، لمناقشة ترشيحه للرئاسة لعام 2021، في إشارة إلى أن الاحتلال يدعم محاولته الوصول للرئاسة، حسبما قال مصدر مطلع على الاجتماع لصحيفة “واشنطن فري بيكون”.
وقالت الصحيفة إن صدام حفتر يسعى بهدوء للحصول على الدعم الغربي لحملته الانتخابية، والتي من المتوقع أن يواجه فيها سيف الإسلام القذافي، نجل معمر القذافي.
ويُنظر إلى صدام على أنه وكيل لوالده خليفة حفتر، وهو مواطن أمريكي وليبي مزدوج.
وقد يؤدي انتصار حفتر إلى توثيق العلاقات بين الكيان الإسرائيلي وليبيا، التي لا تعترف بدولة الاحتلال.
وفي العام الماضي، وافق المغرب والسودان والبحرين والإمارات على تطبيع العلاقات مع الكيان.
وخلال الاجتماع مع مسؤولي المخابرات الإسرائيلية، الذي عقد في وقت سابق من هذا الشهر، ناقش حفتر الابن “الوضع في المنطقة” و”تطلعه لاستقرار بلاده”، فضلا عن دعمه المعلن لـ”الديمقراطية والقانون والنظام” في بلاده، بحسب الصحيفة، التي قالت إن: “الاسرائيليين يدعمونه”.
ويُعتقد منذ فترة طويلة أن وكالات الاستخبارات الإسرائيلية تدعم حفتر الوالد، لكن الحكومة الإسرائيلية لم تعلن ذلك علنًا.
ومن المقرر إجراء الانتخابات العامة في ليبيا في 24 ديسمبر 2021، وهي الأولى منذ 2014.
وتأجلت محاولات تحديد موعد الانتخابات في 2018 و2019 بسبب الحرب الأهلية في البلاد.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، أكد البرلمان الليبي تشكيل حكومة مؤقتة برئيس وزراء مؤقت ومجلس رئاسي.
وتتوقع مصادر الاستخبارات الإسرائيلية أن تكون الانتخابات معركة بين حفتر وسيف الإسلام القذافي، وفقًا لصحيفة “إسرائيل هايوم”.
ويُزعم أن محاولة القذافي مدعومة من إدارة فلاديمير بوتين، التي قيل إنها التقت بالمرشح في موسكو في سبتمبر، وفقًا لصحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية.
وشغل القذافي منصب رئيس الوزراء في الأيام الأخيرة من نظام والده، وهو مطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائمه ضد الإنسانية.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية لصحيفة “واشنطن فري بيكون” إن الولايات المتحدة لا تتخذ موقفا بشأن المرشحين الليبيين المحتملين، لكنه أضاف أن القذافي ما زال على قائمة العقوبات الأمريكية.
وأضاف المتحدث “بينما لا نتخذ أي موقف بشأن المرشحين، نلاحظ أن سيف الإسلام القذافي مدرج تحت عقوبات الأمم المتحدة والولايات المتحدة، ويظل أيضا خاضعا لمذكرة توقيف معلقة صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية”.
ويدّعي حفتر الابن، وهو نقيب سابق في الجيش الوطني الليبي، أنه يحمل رؤية علمانية مؤيدة للديمقراطية لليبيا، تمشيًا مع والده، لكنه أثار انتقادات أيضًا من الأمم المتحدة والنشطاء الليبيين بعد قيادته كتيبة سرقت نحو نصف مليار دولار من مصرف ليبيا المركزي في عام 2017.
وكان والد حفتر قائدًا عسكريًا سابقًا موثوقًا به في عهد معمر القذافي قبل أن ينشق ويصبح أحد عناصر وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في التسعينيات.
وقضى حفتر ما يقرب من 20 عامًا في شمال ولاية فرجينيا وعاد إلى ليبيا في عام 2011.
ويتمتع حفتر بدعم الغرب لسنوات، لكن هذه التحالفات تم تقويضها بعد أن شن حصارًا عسكريًا عام 2019 ضد الحكومة المؤقتة المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس.
ووبخ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون علنًا أمير الحرب الليبي- الذي دعمته فرنسا لسنوات- بسبب الحملة العسكرية الدموية، واتهمته جماعات حقوق الإنسان بارتكاب جرائم حرب عشوائية.
لكن الحصار لم يضر على ما يبدو بعلاقة حفتر مع الرئيس دونالد ترامب، الذي تحدث إلى أمير الحرب عبر الهاتف في ذلك الوقت و “اعترف بالدور الهام للمشير حفتر في محاربة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية”.