حذرت الأمم المتحدة من أن 16 مليون يمني، أي أكثر من نصف السكان، “يسيرون نحو المجاعة”، مشيرة إلى أنه “ما لم يزيد المجتمع الدولي دعمه، فقد تبدأ المساعدات الغذائية في النفاد قريبًا”.
وتحدث ديفيد بيزلي، مدير برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، أمام تجمع افتراضي لوزراء المساعدات والتنمية عن تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، في وقت يحقق هجوم المتمردين الحوثيين مكاسب في منطقة مأرب الاستراتيجية.
وقال بيزلي: “نحن نتطلع حرفياً إلى 16 مليون شخص يسيرون نحو المجاعة، ونتاج إلى إنهاء هذه الحرب في المقام الأول”.
وأضاف “إذا كان المانحون يتعبون، حسنًا، يجب إنهاء الحرب. يحتاج قادة العالم إلى الضغط على جميع الأطراف المشاركة في هذا الصراع لأن الناس في اليمن عانوا بما فيه الكفاية”.
واندلعت الحرب في اليمن في سبتمبر 2014 عندما استولى الحوثيون على العاصمة صنعاء، مما أشعل فتيل حرب أهلية أجبرت الرئيس عبد ربه منصور هادي على اللجوء إلى عدن ثم السعودية.
وتدخلت المملكة وحلفاؤها الإقليميون، وخاصة الإمارات، في مارس 2015 ونفذت منذ ذلك الحين أكثر من 22000 غارة جوية في محاولة لدحر المتمردين، ضرب ثلثها مواقع غير عسكرية، بما في ذلك المدارس والمصانع والمستشفيات، بحسب مشروع بيانات اليمن.
وشهد الصراع الذي طال أمده مقتل أكثر من 230 ألف شخص ونزوح ما يقدر بنحو أربعة ملايين وترك 80 في المائة من سكان البلاد البالغ عددهم 29 مليون نسمة يعتمدون على المساعدات من أجل البقاء.
وأعلنت الأمم المتحدة أنها “أسوأ أزمة إنسانية في العالم”، حيث أعاق القصف المدفعي والضربات الجوية الوصول إلى الرعاية الصحية وزاد الضغط على المرافق القليلة التي لا تزال تعمل.
وقال بيزلي إنه ما لم يتدخل المانحون، فقد يواجه أكثر من ثلاثة ملايين شخص تخفيضات في الحصص بحلول أكتوبر وخمسة ملايين بحلول ديسمبر.
وقبل الاجتماع، قال محسن صديقي مدير منظمة أوكسفام الخيرية في اليمن، إن 99 بالمائة من اليمنيين لم يتم تطعيمهم ضد فيروس كورونا، في وقت تكافح البلاد موجة قاتلة ثالثة من الإصابات.
وقال صديقي “التطعيم حل بسيط من شأنه أن ينقذ الأرواح، لكن المجتمع الدولي يخذل الشعب اليمني الذي يحتاج إلى جرعات الآن”.
وأضاف “نحن بحاجة إلى اللقاحات التي تم التعهد بها لليمن، ولكن من المخجل أيضًا أن تشتري جميع اللقاحات بنفسها، والدول الغنية مثل المملكة المتحدة وألمانيا تمنع الحلول”.