نظم مشروع “الحرية أولًا” فعالية في واشنطن؛ لتخليد ذكرى الصحفي السعودي جمال خاشقجي في ذكرى مرور ثلاث سنوات على اغتياله من النظام السعودي.
وحضر الفعالية التي نُظمت أمام مبنى الكونغرس، المقر الرئيسي للسلطة التشريعية، حشد من السياسيين والناشطين السعوديين، وسياسيين من الولايات المتحدة الأمريكية، وداعمون للديمقراطية.
ومن أبرز المتحدثين خلال الفعالية خطيبة الراحل خاشقجي خديجة جنكيز، وأريج السدحان شقيقة المعتقل السياسي في السعودية عبد الرحمن السدحان، وعبد الله العودة رئيس البحث في شؤون الخليج بمؤسسة الديمقراطية الآن للعالم العربي.
كما حضر تخليد ذكرى خاشقجي النائب جيم ماكجفرن، والرئيس التنفيذي لشركة Oryx Strategies إيسون جوردان، وفيليب نصيف مدير المناصرة لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية بالولايات المتحدة، ومحمد سلطان رئيس مبادرة الحرية، ونادين فريد جونسون مديرة واشنطن في منظمة “قلم أمريكا”، ورائد جرار مدير المناصرة في منظمة “الديمقراطية الآن للعالم العربي”، وأمريت سينغ مدير المساءلة والحرية والشفافية في مبادرة عدالة المجتمع المفتوح، وعبد الرحمن عمر مدير حملة “الحرية أولا”.
ورفع المشاركون في الفعالية الشموع تخليدًا لذكرى الصحفي السعودي المرموق.
وأكد المتحدثون ضرورة محاسبة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على الجريمة، باعتباره الشخص المسؤول عن إصدار أمر قتل خاشقجي.
ودعوا إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين في المملكة، والذين كانوا يطالبون بإصلاح النظام السياسي والاجتماعي في البلاد.
وحثّ المشاركون الإدارة الأمريكية، ولاسيما الرئيس جو بايدن، على ترجمة أقواله إلى أفعال، بشأن محاسبة المتورطين الرئيسيين في قتل خاشقجي.
وطالب المتحدثون بالكشف عن مكان إخفاء جثة خاشقجي، باعتبار أن السلطات السعودية اعترفت بقتله، دون التطرق للحديث عن مكان وجود جثته.
وشككت جنكيز في التزام الرئيس الأمريكي جو بايدن بمحاسبة المملكة، وأعربت عن استيائها من لقاء مستشار الأمن القومي لبايدن، جيك سوليفان، ولي العهد السعودي الذي تقول المخابرات الأمريكية إنه أمر بقتل خاشقجي.
وقالت: “هل هذا ما تبدو عليه المساءلة التي وعد بها بايدن؟”.
وأضافت “لقد أخذ محمد بن سلمان جمال مني ومن العالم بأسره. هل ستحاسبه أم ستكافئ هؤلاء القتلة؟”.
من جهتها، قالت أريج السدحان عن شقيقها عبد الرحمن: “لقد عذبوه بشدة، وكادوا يقتلونه.. كسروا يده وحطموا أصابعه حتى تشوهت، وقالوا له أهذه هي اليد التي تغرد بها؟”.
وذكرت أنها تأمل في أن يؤدي ضغط الإدارة الأمريكية الجديدة إلى إطلاق سراح شقيقها، لكن ذلك تغير بعد أن ترك بايدن محمد بن سلمان “يفلت من مأزقه”.
وأضافت “هكذا رد المسؤولون السعوديون على كرم الرئيس بايدن بارتكاب المزيد من انتهاكات حقوق الإنسان”.
وكُشف النقاب خلال الفعالية عن عرض بورتريه مقاس 12 قدمًا × 12 قدمًا لخاشقجي، مؤلفًا من أعمدته في صحيفة واشنطن بوست.
و”الحرية أولاً”، مشروع لمنظمات حقوق الإنسان مثل مبادرة الحرية ومنظمة العفو الدولية يركز على انتهاكات حقوق الإنسان السعودية.
وقُتل خاشقجي بوحشية وقُطّعت أوصاله خلال موعد في القنصلية السعودية في اسطنبول بتركيا، في أكتوبر 2018.
وخلص تقرير حديث صدر عن وكالات المخابرات الأمريكية إلى أن الاغتيال كان بإذن شخصي من ولي العهد السعودي، لكن محمد بن سلمان يواصل نفي ذلك.
في 31 أغسطس/ آب الماضي، في الذكرى السادسة والثلاثين لميلاد محمد بن سلمان، لفت نصب تذكاري في واشنطن العاصمة الانتباه إلى انتهاكات ولي العهد السعودي لحقوق الإنسان، بما في ذلك مقتل الصحفي خاشقجي.
وتضمنت منحوتة ضخمة لقلم حبر ينزف منه طلاء أحمر على ورقة منقوشة بأسماء أكثر من 140 سجين رأي في السعودية، بينهم نشطاء حقوق الإنسان لجين الهذلول وعبد الرحمن السدحان، ورسالة خيالية موقعة من خاشقجي، مكتوبة باللون الأسود فوق قائمة السجناء، تقول: “عزيزي الأمير المهرج، الآلاف من ضحاياك يتمنون لك عيد ميلاد ملعون”.
وتضمن النصب التذكاري لافتة تسلط الضوء على اقتباس للرئيس جو بايدن، يقول فيه: “موت جمال لن يذهب سدى ونحن مدينون لذكراه من أجل عالم أكثر عدلاً وحرية”.
وفي أكتوبر / تشرين الأول الماضي، نظمت مبادرة الحرية ومنظمة العفو الدولية عرضًا لصور خاشقجي وغيره من الصحفيين والنشطاء السعوديين المضطهدين فوق مباني مختلفة في واشنطن العاصمة.
وجاء هذا الإجراء بعد مرور عامين على مقتل خاشقجي.
وتم عرض الصور على المباني بما في ذلك سفارة السعودية، وفندق ترامب الدولي، والمتحف الوطني للفنون، ومقر واشنطن بوست.