شدوى الصلاح
قال الكاتب والمحلل السياسي العراقي نظير الكندوري، إن نسبة المشاركة الشعبية في الانتخابات البرلمانية المبكرة المنعقدة اليوم الأحد 10 أكتوبر/تشرين الأول 2021، حتى الآن ولم يبقى إلا ساعات قليلة على غلق الصناديق الانتخابية، تبدو ضعيفة جدًا ودون ما تطمح له الأحزاب المشاركة بالعملية السياسية.
وأوضح في حديثه مع الرأي الآخر، أن ذلك يدلل على أن الشعب قد أصيب بحالة اليأس من هذه الإجراءات التي لم تسفر عن نتائج ترضيه، وبالتالي يجد أن من العبث المشاركة بهذه المهزلة مرة أخرى لأن نتائجها محسومة لصالح الأحزاب الفاسدة ومعها المليشيات المسلحة.
ورجح الكندوري، أن ضعف المشاركة الشعبية في الانتخابات يرجع إلى ضعف ثقة الشعب العراقي بمخرجات الانتخابات، والتي تأتي في ظل سيادة السلاح المنفلت، لافتاً إلى أن غالبية المرشحين من تلك المليشيات والأحزاب التي تربعت على السلطة طيلة 18 سنة.
وأشار إلى أن الانتخابات تأتي بعد نكوص النظام العراقي عن تحقيق كل مطالب الجماهير العراقية المنتفضة منذ 2019 والتي تسمى اصطلاحًا بتظاهرات تشرين، والتي كان على رأسها الكشف عن قتلة المتظاهرين ومحاسبة الفاسدين وتغيير النظام السياسي الذي يعتمد على المحاصصة الحزبية والطائفية والقومية في توزيع المناصب الحكومية.
ولفت الكندوري، إلى ظهور أعطال عديدة في الأجهزة المستخدمة في عملية الانتخابات، بالإضافة إلى إطلاق نار داخل المراكز الانتخابية وسقوط قتلى وجرحى كما حدث في محافظة ديالى، قائلاً إن هذه الظواهر والخروقات الانتخابية ستسهم في الطعن بنزاهة الانتخابات بشكل كبير.
ورأى أن هذه الظواهر دلالة على حدة الصراع الحزبي بين المرشحين ورغبتهم الشديدة في نيل ما تستطيع من أصوات الناخبين بعد أن تقلصت فسحة التزوير بسبب وجود المراقبين الدوليين، وتسليط الأضواء عليها من قبل أكثر من طرف دولي.
وأضاف الكندوري، أن النتيجة المتوقعة للانتخابات هي عدم حصول أي كتلة من الكتل السياسية على أغلبية الأصوات الانتخابية أو لديها فارق كبير عن بقية الكتل السياسية، بسبب المشاركة الضئيلة للناخبين.
وأكد أن هذا الأمر لن يثني إيران ومن يواليها من أحزاب ومليشيات بالعمل بكل قوة على حصد أكبر عدد من الأصوات سواء بشكل شرعي أو غير شرعي عبر التزوير، الأمر الذي سيجعل العراقيين أمام مشهد برلماني تسيطر عليه أغلبية مليشية موالية لإيران.
وتوقع الكندوري، ألا يغض المجتمع الدولي وعلى رأسه أميركا الطرف عن نتائج الانتخابات، كما كان يحدث في السابق، وستستخدم أميركا ما تجمعه من أدلة على الخروقات، في الضغط على إيران وباقي الأحزاب والمليشيات الموالية لإيران في حال حاولوا الاستئثار بالمشهد السياسي لوحدهم.
وخلص إلى أن “نتائج الانتخابات ستكون أحدى نقاط الصراع الإيراني الأميركي للفترة المقبلة”.