استقبلت لافتة كبيرة عليها صورة الصحفي السعودي المغدور جمال خاشقجي جماهير نادي نيوكاسل يونايتد الإنجليزي، في أول مباراة له بعد انتقال ملكيته إلى السعودية.
وكُتب على اللافتة الكبيرة، التي وضُعت على شاحنة أمام ملعب “سانت جيمس بارك” التابع للنادي: “Jamal Khashoggi Murdered 2-10-18” (جمال خاشقجي قُتل في 2 أكتوبر/ تشرين ثاني 2018)،.
ووضع إلى جانب العبارة السابقة صورة الصحفي السعودي المغدور، وخلفه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي خلُص تقرير المخابرات الأمريكية إلى أنه كان على علم بمخطط الجريمة.
وقال ناشطون مؤيدون للديمقراطية وحقوق الإنسان إن الفعالية تهدف إلى تذكير جماهير النادي الذي استحوذت عليه السعودية بالانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي ارتكبها ملاكه الجدد.
وشكر الناشطون كل من قدم التمويل لتحقيق ذلك والمساعدة في ضمان عدم تمكن بن سلمان من التخلص من انتهاكات حقوق الإنسان.
وكان من بين الحضور في المباراة الأولى لنيوكاسل مع ملاكه الجدد رئيس مجلس إدارته، ياسر الرميان، محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
وكشفت صحيفة “الغارديان”، قبل أيام، عن مشاركة الرميان في حملة “مكافحة الفساد” المثيرة للجدل في السعودية، والتي تضمنت مصادرة وتحويل ملكية عشرات الشركات نيابة عن ولي العهد محمد بن سلمان، وفقًا لوثائق قضائية تم الكشف عنها حديثًا.
وذكرت الصحيفة أن ياسر الرميان أصدر أمرًا بمصادرة وتحويل 20 شركة إلى صندوق الثروة السيادية في عام 2017، ووفقًا لوثائق سعودية داخلية قُدمت إلى محكمة مدنية في كندا كجزء من قضية غير ذات صلة.
ولطالما عارضت الجماعات الحقوقية صفقة بيع نيوكاسل، حيث اتُهمت الرياض بارتكاب مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك مقتل الصحفي جمال خاشقجي في 2018.
ووفقًا لوثائق المحكمة التي تم الكشف عنها حديثًا، فإن شركة الطائرات التي استخدمت في المؤامرة السعودية لقتل خاشقجي كانت إحدى الشركات التي تم نقلها إلى صندوق الاستثمارات العامة تحت حكم الرميان في عام 2017.
وأعلنت رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز، مطلع أكتوبر الجاري استحواذ كونسورتيوم مدعوم من السعودية، على نادي نيوكاسل يونايتد.
ويضم الكونسورتيوم صندوق الثروة السيادية للمملكة الذي تبلغ قيمته 430 مليار دولار، والذي يرأسه ولي العهد محمد بن سلمان، والذي يقع في قلب خطط تحويل اقتصاد المملكة من خلال إنشاء قطاعات جديدة وتنويع الإيرادات بعيدًا عن النفط.
وكانت المجموعة الاستثمارية، التي تضم أيضًا بي سي بي كابيتال بارتنرز وروبن براذرز، أعلنت في السابق عن عرض بقيمة 305 ملايين جنيه إسترليني (415.07 مليون دولار) لشراء النادي من رجل الأعمال البريطاني مايك آشلي في 9 أبريل 2020.
وعبّر عديد الناشطين والصحفيين عن مخاوفهم بشأن استخدام السعودية لنادي نيوكاسل التاريخي ذي التوجه العائلي، والذي له صلات عميقة بالمجتمع المحلي، من أجل “غسيل الرياضة” لانتهاكاتها لحقوق الإنسان في المملكة.
ويبدو أن أندية الدوري الإنجليزي ليست سعيدة باستحواذ السعودية على نادي نيوكاسل يونايتد، إذ تدخلت أربعة أندية كبرى في محاولة لمنع عملية السيطرة.
وأوضحت صحيفة “الغارديان” أن 19 ناديًا في الدوري الإنجليزي الممتاز لم يوافقوا على الاستحواذ، وطالبوا بإجابات من الدوري الإنجليزي الممتاز حول أسباب إتمام الصفقة.
وطلبت الأندية اجتماعًا طارئًا سبب قلقهم من أن يتم تشويه وجه الدوري الإنجليزي الممتاز بعد سيطرة صندوق الاستثمارات العامة المملوك للسعودية على نيوكاسل.
من جهتها، قالت صحيفة “ديلي ميل” إن أندية ليفربول ومانشستر يونايتد وأرسنال وتوتنهام لا يرحبون بإتمام الصفقة.
وحثت الأندية الأربعة الدوري الإنجليزي الممتاز على التأكد من صلاحية المُلاك الجدد للنادي، وهو أحد شروط الاستحواذ.
من جهتها، طلبت منظمة العفو الدولية من الدوري الممتاز إلغاء الصفقة بسبب مخاوف بشأن حقوق الإنسان في السعودية.