أثار انتشار مقطع فيديو آخر للتحرش الجنسي في شوارع طنجة غضب المغاربة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأظهرت اللقطات التي نشرها موقع الأخبار المحلي “موروكو وورلد نيوز” رجلاً يقترب من امرأة من الخلف ووضع يده على ثوبها ثم هرب بسرعة.
المقطع، الذي تمت مشاهدته 2600 مرة على فيسبوك، هو الثاني خلال أكثر من شهر بقليل لإظهار العنف الجنسي المرتكب ضد النساء في طنجة.
ففي منتصف سبتمبر، وقع حادث مماثل عندما قام شابان بانتهاك امرأة في الشارع وتصوير الجريمة – مما أثار الغضب عبر الإنترنت وتساؤلات حول السلامة العامة للمرأة.
وقال أحد التعليقات على مقطع الفيديو الأخير، الذي نال إعجابه سبع مرات: “إنه يستحق أن يكون في السجن، ولا يجب أن تتحرش أي أنثى من قبل صبي سواء كان ذلك من الأصدقاء أو العائلة أو الغرباء”.
وجاء في تعليق آخر: “طنجة مرة أخرى”.
وردت السلطات المحلية “فورًا” على مقطع الفيديو الأخير واعتقلت الجاني، وهو قاصر يبلغ من العمر 16 عامًا، بحسب موقع موروكو وورلد نيوز.
ووضع المشتبه به البالغ من العمر 16 عاما تحت مراقبة الشرطة بينما يجري قسم الأحداث بالشرطة القضائية بطنجة تحقيقا.
وفي حادثة التحرش الجنسي التي وقعت في سبتمبر، تم القبض على ثلاثة قاصرين بعد 48 ساعة، أحدهم كان يبلغ من العمر 15 عامًا.
ومع ذلك، على الرغم من الاعتقالات السريعة، قررت الضحية عدم توجيه اتهامات.
ووفقًا لتقرير المفوض السامي للتخطيط الأخير حول وضع المرأة في البلاد، لا يتم الإبلاغ عن نسبة كبيرة من السلوكيات العدوانية في الشارع وقليل من الضحايا يتقدمون بشكاوى.
وبعد حوالي عقد كامل من النقاش المجتمعي وحوادث التحرش الجنسي المثيرة للجدل، أقر المغرب قانوناً جديداً دخل حيز التنفيذ في سبتمبر – أيلول 2018 ويقضي بسجن المتحرشين جنسياً.
ويقول أحد المواطنين الغاضبين تعليقاً على هذه النقطة: “خطورة الموقف هي أن هذا المتحرش لا يدرك عواقب فعله”.
ويقول آخرون إن عدم تفعيل القانون الخاص بجرائم التحرش الجنسي يزيد من استهانة المتحرشين وإقدامهم على تلك الحوادث. وقال مواطن آخر: “يجب أن يأخذ القانون مجراه”.
وعزى البعض الآخر أفعال التحرش إلى غياب التعليم المناسب في المنازل والمدارس.
وتقول بعض المنظمات الحقوقية المغربية إن إصدار قانون عقوبة التحرش الجنسي في 2018 ليس كافيًا لمواجهة هذه الجرائم.