قالت صحيفة بنغالية إن العاملات البنغاليات الطموحات اللاتي يهاجرن للعمل في السعودية تعرضن لانتهاكاتٍ واسعة ويعدن إلى بلادهن ما يُشبه عودتهنّ في نعوش جراء تعدد الانتهاكات بحقهن.
وبحسب صحيفة “نيو إيج” البنغالية، فإن نحو مليون امرأة بنغلاديشية تعمل في الخارج، لكن الغالبية منهن يعملن في ظل ظروف استغلالية، ففي كثير من الأحيان يتم الإبلاغ عن كيفية اضطرارهم إلى العمل لساعات طويلة؛ ويتم حجب أجورهم المستحقة ويتعرضن للجوع وحتى للاستغلال الجنسي.
وقالت الصحيفة إن امرأة من مدينة “هابيجانج” في بنغلاديش حصلت على وظيفة عاملة منزلية في السعودية على أمل أن يغير عملها مستقبل أطفالها، إلا أن أحلامها تحطمت في أسبوعين وهربت من البلاد هربًا من تعذيب رب عملها.
وقالت، في وصف التعذيب: “لم يعطيني طعامًا، واعتدى عليّ واستخدم لغة مسيئة عندما تحدث معي”.
وعندما توسلت إلى صاحب عملها السعودي أن يتصل بسفارة بنغلاديش حتى تتمكن من العودة، رفع مستوى التعذيب الجسدي والعقلي. وعندما عادت إلى وطنها، لم تحصل على دعم عائلتها، حيث تولى زوجها حضانة أطفالها بعد طلاقها.
كما كان والداها أيضًا غير داعمين لأزمتها على الرغم من مآسيها، إلا أنها كانت من المحظوظين حيث تمكنت من العودة، فالعديد من النساء يعودن إلى ديارهن في صناديق نعوش.
ودعت الصحيفة الحكومة في دكا لضمان أمن العاملات المهاجرات، وقالت إنه من الأفضل أن تسافر العاملات إلى الخارج كمقدمات رعاية وعاملات ملابس على أن يعملن في المنازل. حتى لو ذهبن للعمل في المنازل، فإن الحكومة بحاجة للتأكد من أن لديهم إمكانية الوصول إلى الهاتف الخلوي حتى يتمكنوا من طلب المساعدة في أوقات الأزمات. كما تحتاج سفارات وحكومات بنغلاديش إلى العمل لضمان حقوقهم في بلدان المقصد.
ومع انعدام الأمن الاقتصادي والصدمات النفسية والخوف من العنف الجنسي، عاد الكثيرون من المهاجرون إلى دول الخليج خالي الوفاض. ووفقًا لوحدة أبحاث حركات اللاجئين والمهاجرين، فإن تدفق التحويلات أثناء الوباء هو إلى حد كبير مساهمة العاملات المهاجرات.
وعلى الرغم من مساهمتهن في الاقتصاد الوطني لبنغلاديش، فإن حقوق العاملات المهاجرات مهملة. ووفقا لبعض التقارير، أبلغت 35 في المائة من النساء اللائي عادن من الخارج عن تعرضهن للاعتداء الجسدي أو الجنسي، وتحدثت 44 في المائة من النساء عن عدم دفع الأجور.
يُذكر أنه في عام 2020، عاد نحو 425،698 عاملاً من بنغلاديش إلى وطنهم أثناء الوباء، من بينهم 50،619 من النساء، فيما ذكرت معظم هؤلاء النساء أنهن تعرضن للإيذاء الجسدي. وفي بلادهن، يتعرض هؤلاء العمال المهاجرون العائدون للوصم الاجتماعي.