ارتفع عدد شهداء الاحتجاجات، المطالبة بحكم مدني في السودان منذ 25 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي إلى 63 شهيداً، وذلك إثر استشهاد متظاهراً متأثرا بجروحه اليوم الإثنين.
وأوضحت لجنة أطباء السودان، أن الشهيد المعصوم هاشم (16 سنة)، توفى إثر إصابته بقنبلة غاز مسيل للدموع في الرأس أدت لحدوث نزيف في المخ خلال مشاركته في تظاهرات أمس الأحد.
وأطلقت قوات الأمن السودانية، أمس الأحد، قنابل الغاز المسيل للدموع في وسط الخرطوم بالقرب من القصر الرئاسي، لتفريق متظاهرين يواصلون المطالبة بتنحي العسكريين.
فيما نفت السلطات الأمنية السودانية، استخدامها للذخيرة الحية في مواجهة الاحتجاجات، بل اتهمت بعض المتظاهرين بعدم التزام السلمية في المسيرات والتسبب في إصابة العشرات من عناصر الأمن.
وفي نفس السياق، يشهد الشارع السياسي السوداني انقساما حادا بشأن مقترح من بعثة الأمم المتحدة لتسهيل النقاشات لحل الأزمة السياسية في البلاد.
وكانت الأمم المتحدة، قد تقدمت بمبادرة لوقف تدهور السودان، والذي أصبح مرشحا للانزلاق صوب مربع العنف مع تصاعد خلافات ساسته والاحتجاجات الشعبية شبه اليومية، التي تدعو لعزل المكون العسكري عن السلطة.
وأوضحت بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان “يونيتامس”، أول أمس السبت، أنها بدأت مع الشركاء المحليين والدوليين في إطلاق المشاورات الأولية لعملية سياسية بين الأطراف السودانية.
كما تتولى الأمم المتحدة تيسيرها بهدف التوصل إلى اتفاق للخروج من الأزمة السياسية الحالية، والتقدم في مسار مستدام نحو الديمقراطية والسلام.
ومن المنتظر أن يعقد مجلس الأمن الدولي، الأربعاء القادم، اجتماعا غير رسمي للبحث في آخر التطورات في السودان، وفقا لما أعلنته مصادر دبلوماسية، الجمعة الماضية، في وقت تتواصل فيه التعبئة ضد السلطة العسكرية في البلاد.
ويشهد الشارع السوداني، منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، احتجاجات ردا على إجراءات اتخذها رئيس مجلس السيادة قائد الجيش عبد الفتاح البرهان، أبرزها فرض حالة الطوارئ، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين، وعزل رئيس الحكومة عبد الله حمدوك، واعتقال مسؤولين وسياسيين.
ووقّع البرهان وحمدوك، في 21 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، اتفاقا سياسيا تضمن عودة الأخير لمنصبه، وتشكيل حكومة كفاءات، وإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، إلا أن الاتفاق لقي معارضة من قبل المحتجين، فيما استقال حمدوك في 2 يناير/كانون الثاني الجاري، من منصبه، بعد ساعات من سقوط 3 قتلى خلال مظاهرات.