تتعرض نظم الرعاية الصحية في أوروبا لضغوط مرة أخرى بسبب الانتشار السريع للمتحور أوميكرون من فيروس كورونا خلال فترة العطلات، وذلك مع إصابة أعداد كبيرة من أفراد الطواقم الطبية وعزلهم.
ووجدت شبكات الرعاية الصحية في إسبانيا وبريطانيا وإيطاليا، وغيرها نفسها في ظروف شديدة الصعوبة، على الرغم من أن الدراسات الأولية أظهرت انخفاض خطر الإصابة بأمراض خطيرة أو دخول المستشفيات بسبب أوميكرون بالمقارنة بالمتحور دلتا السابق عليه.
وبدأت بريطانيا يوم الجمعة نشر أفراد من الجيش لدعم المستشفيات التي تعاني من نقص العمالة ومن ضغوط شديدة بسبب حالات إصابة قياسية في البلاد.
وبدوره أكد وزير الصحة البريطاني ساجد جاويد، يوم الجمعة أنه من المتوقع أن تعاني هيئة خدمات الصحة الوطنية البريطانية المزيد من الضغوط بسبب ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 بين كبار السن، مع ارتفاع معدل دخول المستشفيات إلى أعلى مستوياته منذ فبراير/شباط الماضي.
وأفاد في تصريحات إذاعية بأن بريطانيا مازالت تشهد زيادة في دخول المستشفيات، خاصة مع ارتفاع الإصابات بين كبار السن، قائلا: “وهذا أمر مثير للقلق.. نتوقع أن يكون الأمر في غاية الصعوبة خلال الأسابيع القليلة المقبلة”.
فيما أوضح وزير الإسكان البريطاني مايكل جوف، اليوم الاثنين أنه لا يزال هناك ضغط على المستشفيات البريطانية، وأن البلاد ليست في وضع يسمح لها بالتعايش مع فيروس كورونا.
وفي نفس السياق، تتعرض شبكة الرعاية الصحية في إسبانيا، لضغوط شديدة، لدرجة أن السلطات سمحت في اليوم قبل الأخير من عام 2021 في إقليم أراغون الشمالي الشرقي بإعادة المتقاعدين من العاملين بالرعاية الصحية للعمل.
كما ترتفع معدلات الإصابة في هولندا بحدة كذلك بين طواقم العاملين بالمستشفيات، خاصة بين الممرضين ومساعديهم، وفقا لما نشرته صحيفة دي تلغراف اليوم الجمعة بعد مسح شمل 8 مستشفيات كبرى، حيث تدرس المستشفيات الهولندية تغيير قواعد الحجر الصحي للسماح بالطواقم المصابة بدون أعراض بالعودة للعمل.
وفي إيطاليا تتفاقم مشكلة الإصابات بين أفراد الطواقم الطبية والتي بلغ عددها أكثر من 12 ألفا و800 إصابة، وفقا لبيانات جُمعت الأسبوع الماضي باستبعاد أفراد الطواقم غير المطعمين والذين يمثلون نسبة 4% من العاملين.
وألغت الهيئات الطبية الإيطالية عطلات العاملين وأحالتها إلى فترات أخرى، لسد الفجوة في خدمات الرعاية الصحية كما ألغت أو أجلت الجراحات التي لا تصنف عاجلة.
كما أظهرت بيانات مجمعة أن إجمالي عدد الإصابات بفيروس كورونا في أنحاء العالم تجاوز الـ307 مليون إصابة حتى صباح اليوم الإثنين، بينما تجاوز عدد جرعات اللقاحات التي جرى إعطاؤها الـ9 مليار جرعة، فيما ارتفع إجمالي الوفيات إلى خمسة ملايين و 488 ألف وفاة.
يشار إلى أنه تفشّى المرض للمرة الأولى في مدينة ووهان الصينية في أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول 2019، فيما أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميًا في 30 يناير/كانون الثاني 2020 أن تفشي الفيروس يُشكل حالة طوارئ صحية عامة تبعث على القلق الدولي، وأكدت تحوله إلى جائحة يوم 11 مارس/آذار 2020.