نشر الإعلامي والمعارض الإماراتي أحمد الشيبة النعيمي، صور تجمعه مع نجله محمد الذي توفي أمس الأول الجمعة 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، إبان طفولته وأخرى لصورة قبره، قائلاً: “ما بين الصورتين أفراح و أتراح ، ابتسامات وآلام، عدل و ظلم..”.
وأضاف في تغريدة على حسابه بتويتر: “سيبقى كل ذلك محفوراً في قلبي كما حفر حبك فيه.. #ابني_محمد انتهت آلامك و أحزانك، لقاؤنا عند رب عدل ٍلا يظلم عنده أحد، تغمدك بواسع رحمته”.
وشارك النعيمي المقيم خارج الإمارات منذ 9 سنوات، دروس عن فراق الأحبة، بعدما أعلن عن وفاة ابنه المصاب بـ”الشلل الدماغي” دون تمكنه من لقاءه ووداعه، بسبب فرض السلطات الإماراتية حظر سفر عليه لمواقف والده السياسية، وذلك رغم حاجته لرعاية خاصة.
وقال في تدوينات له على حسابه بالفيس بوك، إن أول درس نؤكد عليه ابتداءً هو معرفة طبيعة هذه الحياة الدنيا، فهذه الحياة في حقيقتها محطة عابرة إلى حياة الخلد ولم يكتب الله لبشر الخلود في الدنيا “وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ”.
وأشار النعيمي، إلى أن الله ابتلى خير الخلق نبينا صلى الله عليه وسلم بوفاة جميع أبنائه باستثناء فاطمة رضي الله عنها، ليعلمنا الصبر والاحتساب وأنه لا بأس من الحزن الطبيعي على الفراق كما قال حبيبنا وقدوتنا في وداع ابنه إبراهيم “إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا جدي لمحزونون ولا نقول إلا ما يرضى ربنا إنا لله وإنا إليه راجعون”.
وأضاف أن طبيعة الحياة الدنيا أنها ليست دار بقاء بل دار ابتلاء فجميعنا راحلون سواءً تقدم الموعد أو تأخر ولن نجد أمامنا في دار البقاء إلا صالح أعمالنا وبناءً على هذه الحقيقية التي لا مفر منها فإن العاقل هو من يعمل لما بعد رحلة الموت.
وأوضح النعيمي، أن من دروس فراق الأحبة في هذه الدار التي ينبغي التأكيد عليها هو التنبيه لخطأ اعتقاد البعض أنهم لا يستطيعون أن يقدموا لأحبابهم بعد الموت أي خدمة وهذا نتاج التصور المادي للحياة الدنيا.
وبين أن الموت في التصور الإسلامي هو رحلة إلى دار البقاء، كما ثبت في الأحاديث الصحيحة وصول ثواب الصدقة والدعاء الصالح للميت، مشيراً إلى أن هذه أعظم خدمة نقدمها لأحبابنا بعد الفراق فهم في أمس الحاجة إليها وفائدتها تفوق جميع فوائد الدنيا الفانية.
ورأى النعيمي، أن من أهم دروس فراق الأحبة أيضا إعداد أنفسنا لهذه الرحلة التي لابد منها والتي يغفل عنها الكثير من الناس وهم يشاهدون الموت يتخطف الأحباب والأصحاب كباراً وصغاراً ويتوهم البعض أنه غير معني بهذه الرحلة.
وحث على أهمية تربية أنفسنا وأبنائنا على الاستعداد لهذه الرحلة الحتمية والمصيرية بالتوبة المتجددة والمداومة على العمل الصالح وأن نسأل الله حسن الخاتمة ونعوذ به من زوال نعمته وتحول عافيته وفجأة نقمته وجميع سخطه.