شدوى الصلاح
توقع المحلل السياسي فهد صقر، مسارعة الرئيس الأميركي جو بايدن، في تقرير مصير ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والعمل على إزاحته مقابل شخصية مقبولة وعاقلة داخل العائلة الحاكمة، بعدما تكشف تمويله لحملة انتخاب الرئيس السابق دونالد ترامب في 2024.
ووصف في حديثه مع الرأي الآخر، تصريح نائب مستشار الأمن القومي الأميركي السابق بن رودس، لمحطة ام اس إن بي سي الأميركية، بأن السعودية ستقدم “دفعة تحت الحساب” لإنجاح ترامب، بـ”فضيحة القرن المدوية”.
وقال صقر، إن إشارة بن رودس، إلى أن السعودية ستدفع لترامب من خلال علاقة بن سلمان مع صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، يضاف لسلسلة فضائح النصب والاحتيال والتهرب الضريبي وتضارب المصالح لدى ترامب وعائلته.
وأشار إلى أن إرسال ترامب صهره إلى المنطقة ليقبض ثمن خدماته وحمايته لبعض الأنظمة بأثر رجعي، خطوة جريئة وغير مسبوقة، لافتا إلى أن ترامب رفض الاعتراف بنتيجة الانتخابات الأميركية الأخيرة وادعى دون وجه حق ودون أن يقدم أي دليل أنها مزورة.
وذكر صقر، بأن ترامب مضى قدما في الضحك والاحتيال على مؤيديه للتبرع لفريق محامي الدفاع ولحملته، فجمع مئات الملايين من الدولارات حتى بعد أن رفضت كل المحاكم المحلية والفيدرالية ادعاءاته الباطلة جملة وتفصيلا.
وتابع: “الآن جاء دور مؤيديه الخارجيين الذين غطى ترامب على فسادهم وجرائمهم وتجاوزاتهم في مجالات حقوق الإنسان والديمقراطية بحجة الأمن القومي الأميركي وساعد بعضهم في الوصول إلى السلطة، كما صرح عندما قال لقد وضعنا رجلنا على القمة”.
وأوضح صقر، أن ترامب كان يقصد بذلك ولي العهد السعودي عندما قام بعزل عمه الأمير محمد بن نايف، ونصب نفسه وليا للعهد وحاكما فعليا للسعودية، قائلا إن ترامب أرسل هذا الأسبوع زوج ابنته إيفانكا بمشروع نصب واحتيال جديد ضخم.
وأكد أن ترامب يأمل من خلال مشروع كوشنر جمع عدة مليارات من الدولارات من حلفاءه العرب، علما بأن القطريين والإماراتيين رفضوا المشاركة في هذا الصندوق الاستثماري الذي يجلس في واجهته صهره كوشنر، كونهم غير مدينين لترامب بأي خدمات خارقة.
ورأى صقر، أن ترامب سيعوض ذلك من ولي عهد السعودية الذي يشعر بالامتنان والدين الشخصي لترامب لأنه غطى عليه في جريمة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018 وحماه من المساءلة.
وأوضح أن ترامب فعل ذلك رغم تأكيد CIA والأجهزة الاستخباراتية الأميركية أن بن سلمان، أعطى الأمر بقتل خاشقجي، لافتا إلى أن ترامب دافع بشراسة عنه حتى أمام أعضاء حزبه أمثال السيناتور ليندزي جراهام، الذي صرح بأن بن سلمان غير صالح للحكم ويجب إزاحته.
وأضاف صقر، أن ذلك لم يثني ترامب عن الدفاع المستميت عن بن سلمان ومنحه الحصانة من المساءلة، بل وذهب إلى حد تصنيف المعلومات الاستخباراتية بخصوص اغتيال خاشقجي بالسرية ومنع الإطلاع عليها حتى جاءت الإدارة الجديدة ورفعت عنها السرية.
وأكد أن بن سلمان، لن يجرؤ على نسيان هذا الجميل، قائلاً إن ترامب وعائلته وأبناءه ليسوا جمعيات خيرية، ولم يكن ترامب يفكر عندئذ لا في مصلحة بلاده ولا في مصلحة السعودية الحليف التاريخي لبلاده، بل كان همه مصالحه الشخصية واستثماراته العقارية”.
وتابع المحلل السياسي: “كان ترامب يعلم أن سيأتي اليوم الذي يقبض فيها ثمن خدماته وها هو يثبت ذلك، بإرسال صهره لجني المليارات، فقد حان موعد القطاف والأثراء الشخصي على حساب الولايات المتحدة ومصالحها وسياستها الخارجية”.
وجزم بأن جشع وطمع ترامب ليس له حدود فهو ينظر إلى الأمام ويفكر بحجم كبير وضخم، فهو ليس كأسلافه من الرؤساء الذين يكتفون بكتابة مذكراتهم (كالرئيس الأسبق باراك أوباما مثلا) مقابل ٥٠-٦٠ مليون دولار، فهذه مجرد “ملاليم” تافه بالنسبة لترامب وصهره.
واستطرد صقر: “الرجل يريد تضخيم أرباحه وثروته بالمليارات وليس الملايين، ولا يجد أمامه إلا الحاكم الضعيف المحاصر الذي يرفض الرئيس الأميركي الجديد جو بايدن، التحدث إليه أو مقابلته تاركا ذلك لمستشاره في الأمن القومي”.
واستبعد أن يمر مخطط ترامب مرور الكرام في أميركا، قائلاً إن الإدارة الجديدة لن تنظر له بعين الرضا مطلقا، خاصة وأن ترامب يريد إعادة ترشيح نفسه في انتخابات ٢٠٢٤، وهو بذلك سيستعمل هذه الأموال في تمويل حملته الانتخابية”.