طالبت الناشطة الحقوقية اليمنية توكل كرمان، أميركا والغرب، بتصحيح سياستهم تجاه الأنظمة العربية الاستبدادية، لأنهم يتواطؤون مع الطغاة ويدعمون المشروع الهدام الذي تقوده العواصم المضادة للحرية والديمقراطية، مثل السعودية والإمارات.
جاء ذلك خلال كلمتها بمؤتمر المعارضة “الديمقراطية العربية أولا ” بواشنطن، مساء أمس 7 ديسمبر/كانون الأول 2021، أي قبل يومين من القمة التي دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، لعقدها الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021، تحت عنوان “قمة الديمقراطية والحريات”.
وقالت كرمان، إن الطغاة ومنتهكو حقوق الإنسان يجب ألا يشعروا بأنهم بعيدون عن المساءلة والعدالة الدولية، مطالبة واشنطن والغرب بشكل عام بالتوقف عن رعاية وتدليل الأنظمة الديكتاتورية، التي تستغل علاقاتها معهم وتمارس انتهاكات حقوقية جسيمة.
وأوضحت أن المؤتمر للتعبير عن صوت الشعوب من أجل الديمقراطية ودور القانون، وتعزيز ودعم الديمقراطية في الشرق الأوسط، مؤكدة أن لا أحد يدعو إلى التدخل الأمريكي أو الغربي، حيث أثبتت التجارب في العراق وأفغانستان أن التدخل المباشر يسبب كوارث لا حصر لها.
وأشارت كرمان الحائزة على جائزة نوبل للسلام، إلى أن الديكتاتوريات في العالم العربي تستخدم كل أدوات القمع ضد خصومها، وتصنف الديمقراطيين والمدافعين عن حقوق الإنسان على أنهم إرهابيين، مستغلة عدم وجود قضاء عادل ومستقل.
ولفتت إلى أن منذ عام 2011، حينما اندلعت ثورات الربيع العربي كانت هنالك معركة واضحة بين معسكر الديمقراطية وحقوق الإنسان من جهة، ومعسكر الدول المضادة للديمقراطية بقيادة السعودية والإمارات، وإيران”.
وأكدت كرمان، أن السعودية والإمارات وإيران سعوا ليلا ونهارا لإيقاف شعوب المنطقة من أن تصبح مجتمعات حرة وأن تنطلق نحو الديمقراطية، ومارسوا كل أنواع الجرائم ضد شعوبها، مثل الحروب والانقلابات العسكرية وانقلابات الميلشيا، وإرهاب مواطنيها.
وتابعت: “يقبع اليوم آلاف النشطاء المدافعين عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، المنتمين إلى حركات سياسية ودينية مختلفة، في السجون والمعتقلات العربية بتهمة دعم الإرهاب”.
واستطردت كرمان: “يجب أن تعلم أميركا والدول الديمقراطية الغربية أن الأنظمة الاستبدادية تجسد جوهر الفساد وعدم الاستقرار، وعادة ما تؤدي الممارسات اللاإنسانية المستمرة إلى عدم الاستقرار والاضطراب الذي يمكن أن يمتد ويشكل تهديدا للسلام العالمي”.
ودعت الولايات المتحدة والغرب إلى إظهار قدر كبير من الحزم تجاه سياسة إيران الهدامة في المنطقة التي تساهم في زعزعة الأمن والاستقرار في اليمن وسوريا والعراق، لافتة إلى وجود اعتقاد بأن الغرب قد يميل إلى التسامح مع سلوك إيران وجرائمها.
وحثت كرمان، على الضغط لإطلاق سراح عشرات الآلاف المعتقلين السياسيين في دول الشرق الأوسط، مطالبة أميركا والغرب بمضاعفة الجهود بشأن ما يسمى بالحرب على الإرهاب، وعدم السماح للديكتاتوريين باستغلالها كأداة ضد المعارضين السياسيين والشعوب.
وقالت: “نحن نناضل في العالم العربي من أجل #الديمقراطية، ولنا مطلق الحق للعيش بحرية مثل الأمريكيين والأوروبيين والعديد من شعوب العالم الذين يعيشون كمواطنين أحرار في ظل حكم ديمقراطي”.
وأعلنت كرمان: “نحن الشعوب العربية لن نستسلم ولن نوقف حلمنا ونضالنا وتضحياتنا من أجل الديمقراطية والحرية وسيادة القانون، حتى ننجح ونحقق هذه القيم النبيلة”.
ودعت إلى وقف الحروب في اليمن وفي البلدان الأخرى وفي أنحاء العالم، ووقف بيع الأسلحة لمنتهكي حقوق الإنسان، وإنهاء العلاقات الخاصة مع الديكتاتوريات، ودعم واحترام الحركات الديمقراطية ورغبات الشعوب.