وجه رئيس تونس السابق الدكتور محمد منصف المرزوقي، عدة رسائل إلى القمة التي دعا الرئيس الأميركي جو بايدن، لعقدها غدا الخميس 9 ديسمبر/كانون الأول 2021، تحت عنوان “قمة الديمقراطية والحريات”، بمشاركة 108 دول، بينها دولة عربية واحدة هي العراق.
وطالب في كلمته خلال مؤتمر الديمقراطية أولا في العالم العربي، الذي انعقد مساء أمس الثلاثاء 7 ديسمبر/كانون الأول 2021، الدول الغربية عموما وأميركا خصوصا بالتوقف عن مساندة الأنظمة الاستبدادية التي تمنع الشعوب العربية من حقها في الديمقراطية.
وحثهم المرزوقي، على عدم الصمت عن ما فعلته دول زبائن لها أساسا مثل الإمارات التي حاربت ولا تزال تحارب بإصرار كل الثورات الديمقراطية العربية، محذرا من أن هذه السياسة التي تهدف لتحقيق مصالح ظرفية تضرب مصداقية كل خطاب غربي عن الديمقراطية.
وأشار إلى أن دعم أميركا لمصر والإمارات والسعودية، يشجعهم على انتشار نموذج الحكم الذي يمزج بين الليبرالية والدكتاتورية، وهو النموذج المنافس اليوم بقوة للنموذج الديمقراطي الذي يمزج بين الحريات السياسية والنموّ الاقتصادي في خدمة الجميع.
وأعرب المرزوقي، عن ثقته قرب انطلاق الموجة الثالثة من ثورات الربيع العربي، من تونس ردا على انقلاب 25 يوليو/تموز 2021 الذي ألغى الدستور وجمّد البرلمان ومؤسسات الديمقراطية التي جاءت بها ثورة الياسمين، متنبئا بتواصلها في السنين والعقود المقبلة.
ولفت إلى أن الشعوب العربية تدفع ثمنا باهظا لنضالها هذا من أجل الديمقراطية: عشرات الآلاف من القتلى والجرحى في اليمن وليبيا وسوريا يضاف إليهم ملايين المهجرين منهم من يموتون جوعا في اليمن أو في المخيمات في لبنان.
وتحدث المرزوقي، عن مئات الإعدامات في مصر، وآلاف المساجين السياسيين، مثل الدكتور سلمان العودة في السعودية والنائبين التونسيين سيف الدين مخلوف ونضال سعودي، وآلاف القابعين في السجون العربية لمطالبتهم بالإصلاح واحترام الحريات الأساسية.
وذكر بالمأساة الإنسانية لمليوني فلسطيني يعيشون تحت الحصار منذ أكثر من عشر سنوات في غزة، واصفا كل هؤلاء بالمناضلين الواجب على كل البلدان والمجتمعات المدنية الديمقراطية دعمهم بكل الوسائل المتاحة، لدفاعهم عن قيم مشتركة.
وطالب المرزوقي، الدول الديمقراطية بحسن استقبال المهجرين وإغاثة العالقين في المخيمات بانتظار عودتهم إلى أوطانهم، والضغط على الأنظمة الاستبدادية لإطلاق سراح المساجين السياسيين ووقف الإعدامات، للوقاية من تفاقم عدم الاستقرار السياسي.
وأكد أن المؤتمر الافتراضي الذي عقد الجمعة الماضية 3 ديسمبر/كانون الأول 2021، بمشاركة سياسيين وحقوقيين ومفكرين عرب، خطوة أولى للتمهيد لمؤتمر عام للديمقراطية العربية سيعقد في أقرب وقت.
وأعلن المرزوقي، عن السعي ليضم المؤتمر أحزابا سياسية ومنظمات مجتمع مدني وشخصيات اعتبارية، بهدف بناء شبكة عربية ديمقراطية تكون مهمتها التآزر وتبادل الخبرات واستثمار كل التجارب التي مرت بها شعوبنا.
وأوضح أن ذلك لخلق نظام عربي جديد يؤدي لبناء دول قانون ومؤسسات على أنقاض الدولة الاستبدادية، واتحاد عربي لدول مستقلة وشعوب حرة على شاكلة الاتحاد الذي بنته الشعوب الأوروبية بعد تخلصها من الأنظمة الدكتاتورية الشيوعية والفاشية والنازية.