في 14 سبتمبر 2019، أدت هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ على المنشآت النفطية في المملكة العربية السعودية إلى توقف وجيز لنحو نصف إنتاج البلاد من النفط.
وأعلن المتمردون الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن هجمات الطائرات بدون طيار والصواريخ، لكن الإدارة الأمريكية ألقت باللوم على إيران، وهو ما نفته الحكومة الإيرانية.
وبغض النظر عمن كان المسؤول، فإن النقطة الأساسية لأسواق النفط كانت أن هناك قوى لديها النية والقدرة على تعطيل الإنتاج والصادرات السعودية.
هذا الشهر، سلطت جولة أخرى من الهجمات الضوء مرة أخرى على الوضع الأمني في المنطقة، إذ بعد سلسلة من الضربات على السعودية في الأسابيع الأخيرة، قال مقاتلو الحوثي قبل أيام إنهم أطلقوا ما مجموعه 22 طائرة مسيرة وصاروخًا على أهداف من بينها رأس تنورة، وهي ميناء مهم لتصدير النفط.
هذه المرة، كان التأثير ضئيلاً، إذ تم تدمير معظم الطائرات والصواريخ من أنظمة الدفاع الجوي السعودية، ولم تقع إصابات ولم تحدث أضرار بالممتلكات أو تعطل مادي لإمدادات النفط.
منذ عام 2019، اتخذت السعودية خطوات لتعزيز دفاعاتها ضد الهجمات الصاروخية والطائرات بدون طيار، ويبدو أن هذه الجهود تؤتي ثمارها؛ فقد حققت مؤخرًا نسبة نجاح جيدة في وقف محاولات الهجمات.
ومع ذلك، فإن التهديد بتعطيل محتمل للإمدادات لا يزال يساعد في رفع أسعار النفط.
وجاءت الهجمات صعبة في أعقاب قرار دول أوبك + الأسبوع الماضي بالإبقاء على الإنتاج دون تغيير إلى حد كبير، مما يسمح فقط بزيادات صغيرة لروسيا وكازاخستان.
ومع خلق هذا القرار بيئة داعمة للأسعار، ارتفع خام برنت لفترة وجيزة فوق 71 دولارًا للبرميل يوم الاثنين.
وبالإضافة إلى إيقاظ أسواق النفط من جديد للتهديدات المحتملة للإمدادات من الخليج، كانت الهجمات أيضًا تذكيرًا بالقوة الدائمة للتحالف الأمريكي السعودي.
وتحدثت إدارة الرئيس جو بايدن عن “إعادة ضبط” علاقة الولايات المتحدة بالسعودية، واتخذت عدة خطوات تعكس هذا التحول، بما في ذلك إنهاء التصنيف الرسمي للحوثيين كمنظمة إرهابية.
ووصفت الإدارة هذا القرار الشهر الماضي بأنه “اعتراف بالوضع الإنساني المزري في اليمن”، وحثت جميع الأطراف في الحرب على “التركيز على الانخراط في حوار”.
لكن بعد الضربات الأخيرة، غردت السفارة الأمريكية في السعودية بإدانتها للهجمات “الشنيعة”، قائلة إن الحوثيين أظهروا “عدم احترامهم للحياة الإنسانية واهتمامهم بالسعي لتحقيق السلام”.
وأضافت السفارة أن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن السعودية وأمنها “لا يتزعزع”.
وقالت جين بساكي، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة “قلقة” من تكرار ضربات الحوثيين، مضيفة “أن تصعيد الهجمات مثل هذه ليس تصرفات جماعة جادة بشأن السلام”.
ووعدت بأن الولايات المتحدة “سوف تبحث عن طرق لتحسين الدعم لقدرة المملكة على الدفاع عن أراضيها ضد التهديدات”.
ورغم الجهود العالمية لتقليص الاعتماد على النفط للحد من تلوث البيئة، إلا أن السعودية ما تزال تلعب دورًا مهمًا في إمدادات الوقود العالمية.
وقد يبدو خطر حدوث اضطراب مادي في صادرات النفط منخفضًا حاليًا، لكنه يمثل تهديدًا ستستمر الولايات المتحدة والاقتصادات الرائدة الأخرى في التعامل معه على محمل الجد.