طلب الرئيس اللبناني ميشال عون من رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري تشكيل حكومة جديدة على الفور أو إفساح المجال في أقرب وقت ممكن، وسط غضب متزايد من الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في البلاد.
وكان عون والحريري على خلاف حول تشكيل الحكومة منذ نحو خمسة أشهر، مما ترك لبنان بلا دفة وهو يغرق أكثر في الانهيار المالي.
وقال عون في خطاب متلفز بعد دعوته إلى القصر الرئاسي لإجراء محادثات فورية حول هذا الموضوع: “إذا وجد رئيس الوزراء المكلف الحريري نفسه غير قادر على تشكيل حكومة.. فعليه إفساح المجال”.
ويمر لبنان بمخاض أزمة اقتصادية عميقة تشكل أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية 1975-1990.
ويمكن لحكومة جديدة تنفيذ الإصلاحات المطلوبة بشكل عاجل وإطلاق العنان للمساعدات الدولية.
واستقالت حكومة رئيس الوزراء حسان دياب على خلفية انفجار هائل في ميناء بيروت في أغسطس/ آب من العام الماضي أسفر عن مقتل 200 شخص وإصابة آلاف آخرين وتدمير المباني في الأحياء السكنية المجاورة.
وظلت حكومة دياب في منصب تصريف الأعمال حتى تشكيل حكومة جديدة، لكن الساسة المنقسمين لم يتمكنوا من الاتفاق على حكومة منذ ترشيح الحريري في أكتوبر/ تشرين الأول.
وكان الحريري، السياسي المخضرم، استقال من رئاسة الوزراء في 2019 تحت ضغط الشارع بعد اندلاع احتجاجات حاشدة تطالب بإصلاح طبقة سياسية متهمة بالفساد.
وقال الرئيس اللبناني: “دعوتي مصممة وصادقة لرئيس الوزراء المكلف لاختيار أحد الخيارين فورًا، لأن الصمت ليس خيارًا بعد اليوم”.
وقضت الأزمة المالية على الوظائف، وحرمت الناس من ودائعهم المصرفية، وقلصت ما يقرب من 90 في المائة من قيمة العملة اللبنانية وزادت من خطر انتشار الجوع على نطاق واسع.
وتصاعدت وتيرة الانهيار في الأسبوعين الماضيين مع خسارة الليرة اللبنانية ثلث قيمتها مقابل الدولار الأمريكي، وإغلاق المتاجر، وهو ما دفع المتظاهرين لإغلاق الطرقات.