الشيخ سلمان العودة المعتقل في سجون النظام السعودي منذ سبتمبر/أيلول 2017، ضمن حملة اعتقالات واسعة شنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، على الدعاة والمثقفين والإصلاحيين، منذ وصوله لولاية العهد، لم يتوانى في تقديم العلم والفكر ومناصرة العلماء والأحرار المعتقلين.
يشاع إعلاميا أن العودة ولد في14 ديسمبر/كانون الأول 1956، إلا أن التاريخ الحقيقي والمعتمد في الوثائق والمستندات الرسمية للعودة هو 7 يناير/كانون الثاني 1957، الموافق 1 رجب 1376.
ولد العودة في قرية البصرة الصغيرة الواقعة غرب مدينة بريدة في منطقة القصيم، وانتقل إلى الدراسة في بريدة، ثم التحق بالمعهد العلمي فيها، وقضى فيه ست سنوات دراسية.
وتتلمذ على يد العلماء عبد العزيز بن باز، ومحمد بن صالح العثيمين، وعبد الله بن جبرين، والشيخ صالح البليهي وحفظ القرآن الكريم ثم الأصول الثلاثة، والقواعد الأربعة، وكتابي التوحيد والعقيدة الوسطية، بالإضافة إلى متني الأجرومية، والرحبية.
كما حفظ بلوغ المرام في أدلة الأحكام، ومختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري، وحفظ في صباه مئات القصائد الشعرية المطولة من شعر الجاهلية والإسلام وشعراء العصر الحديث.
تخرّج العودة في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم،ونالَ شهادة الدكتوراه في الشريعة في شرح كتاب الطهارة من بلوغ المرام وهو مطبوع في أربعة مجلدات.
عمل مُدرساً في المعهد العلمي في بريدة لفترة من الزمن، ثم معيداً في الكلية نفسها، وعمل أستاذاً في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم لبضع سنوات، قبل أن يُعفى من مهامه التدريسية في جامعة الإمام محمد بن سعود 15/4/1414هـ ويوقف عن العمل الجامعي لأسباب سياسية.
وشغل العودة منصب الأمين العام للهيئة العالمية لنصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وكان مشرفاً عاماً على مجموعة مؤسسات الإسلام اليوم Group Est، وأحد أعضاء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وعضو مجلس أمنائه.
وحرص على إلقاء الدروس الأسبوعية في شتى المعارف والعلوم الإسلامية: (فقه – تفسير – حديث – تربية – أخلاق – سيرة نبوية – عقيدة – مشكلات اجتماعية – رؤى واقعية) ومنعته السلطات السعودية في 1993 من إلقاء الخطب والمحاضرات ، وألقت القبض عليه بعدها بعام واحد.
ذاع صيت العودة بين الأئمة والدعاة رغم محاولات إخماد علمه المستمرة وصُنّف من بين مائتي شخصية الأكثر تأثيراً في العالم، ومن أشهر قناعاته التي طبقها خلال مسيرته وداوم على ترديدها والعمل بها ”لا رزق، ولا مال، ولا منصب ولا أي سبب كافٍ للوقوف في صف الظالمين”.
تميّزت برامجه الفضائية ودخلت قلوب وأفهام المشاهدين من خلال الفضائيات، وعُرف بصدق حديثه، وغزارة علمه، وعمق كلمته، وبساطة أسلوبه، وروعة سرده، وفهمه العميق للدين الإسلامي.
ومن أبرز برامجه الرمضانية، برنامج حجر الزاوية الذي بثته قناة إم بي سي والبرنامج الأسبوعي، وبرنامج إشراقات قرآنية على قناة دليل الفضائية، وبرنامج ميلاد، الذي عُرض على أكثر من قناة فضائية منها روتانا خليجية، وتلفزيون قطر، وقناة المصرية، وقناة دليل، وفور شباب، والرسالة.
وللشيخ العودة العديد من البرامج التي عُرضت عبر يوتيوب، منها برنامج وسم، وبرنامج آدم، وكانت مشاركته في برنامج ”سواعد الإخاء“ إضافة ثرية للبرنامج الرمضاني الذي دخل بيوت المسلمين لعدة أعوام متتالية، وناقش موضوعات حياتية ودينية متنوعة.
وشارك في المؤتمرات الإسلامية في العديد من دول العالم بالإضافة إلى إسهاماته في المهرجانات والمؤتمرات المحلية، ومؤتمر اللقاء الوطني للحوار الفكري، الأول والثاني.
واشتهر العودة، بموهبته في الكتابة وله أكثر من ستين كتاباً من أشهرها: بناتي، وشكراً أيها الأعداء، وكتاب مع الله، بالإضافة إلى الفيلسوف الرباني، وكتاب التفسير النبوي للقرآن، وبناء الفرد، وسلطان المدينة، ومعركة الإسلام والعلمانية، وكتاب نهاية التاريخ، ومن يملك حق الاجتهاد.
واشتهرت كتبه “ولكن كونوا ربانيين، ونسيم الحجاز في سيرة الإمام ابن باز”، بالإضافة إلى رسالة الشباب المسلم في الحياة، وتحية للشعب المقاوم وغيرها، ولكن الكتاب الأقرب إلى قلبه هو سيرته الذاتية: “طفولة قلب”، وقد تُرجمت معظم كتبه إلى اللغة الإنجليزية ولغات أخرى.