يروج إعلاميا خطأ أن اليوم 14 ديسمبر/كانون الأول، هو ذكرى ميلاد الداعية الشيخ سلمان العودة، القابع في سجون النظام السعودي منذ سبتمبر/أيلول 2017، على خلفية دعوته على حسابه بتويتر، الله أن يألف بين القلوب بين الحكام في أعقاب الأزمة الخليجية.
إلا أن الثابت في الوثائق الرسمية بحسب تأكيد نجله الدكتور عبدالله العودة، أن العودة ولد 1 رجب 1376، الموافق 1 فبراير/شباط 1957، وهو ابن فهد العودة، ونورة اللحيدان، وينحدر من قبيلة بني خالد، وولد ونشأ في البصر أحد ضواحي مدينة بريدة بالسعودية.
ويواجه العودة تهما هزلية منها الإفساد في الأرض، التقصير بالدعاء لولى الأمر، الانضمام إلى المجلس الأوروبي للفتوى، الدعوة للتبرع بالمال لثورة سوريا، زيارة قطر، السخرية من إنجازات الحكومة وانتقادها، ونقض عهوده السابقة بالابتعاد عن الشبهات.
وتضم لائحة التهم الموجهة إليه، تهما أخرى ساخرة، تمس الحقوق والحريات بالدرجة الأولى، منها حيازة كتب وإشادة بأحد أو المطالبة بالإفراج عن معتقل، أو التواصل مع أشخاص عبر البريد الإلكتروني، وغيرها من التهم التي رأتها النيابة العامة تستوجب المطالبة بإعدامه تعزيراً.
العودة عرف بدعوته للسلام وخطابه الديني الواعي الوسطي، وكان خطابه قريبا من الشعب ويحب الشباب الاستماع له، والاستفادة من علمه وحضور جلساته العلمية ومتابعة حلقاته الدعوية، إلا أن النظام السعودي كان له رأي مختلف لتمرير نهج القضاء على الخطاب الديني.
ولأن كل أفعال السلطة الحاكمة القمعية مع من تريد إخراس أصواتهم، تأتي بنتائج عكسية، ويصبح كل من تستهدفهم ذائعي الصيت أكثر مما كانوا عليه، هذا ما حدث تحديدا مع الشيخ سلمان، الذي تعرض لشتى صنوف العذاب والتنكيل داخل محبسه.
وطوال 4 سنوات مرت على اعتقاله، ارتفعت مشاهدات حلقات العودة على موقع اليوتيوب، وزاد الإقبال على تنزيل كتبه وأبحاثه ومراجعه العلمية على المواقع الإلكترونية، وتداول الناشطون على تويتر تغريداته وأدعيته ونصائحه، وتبنوا فكره ومنهجه.
أما المنظمات الحقوقية الدولية وغير الحكومية التي تتخذ من البلدان الأخرى مقرا لها، بسبب عدم السماح لمثل هذه المنظمات العمل من الداخل السعودي، فلم تكف عن المطالبة بين الحين والآخر بإطلاق سراح العودة، ووقف الإعدامات واستنكار أفعال السلطة.
فيما واصل الإعلام الأجنبي الحديث عن قضيته ونقل تفاصيلها، وكشف ملابساتها، وتوصيف تغيبه بالانتقام السياسي والإسكات المتعمد، ووضعه ضمن الأطر السياسية والاجتماعية التي تمر بها المملكة والتي تستوجب وجود صوت وسطي مثل العودة.
ولأن كل محاولات النظام السعودي لإسكات صوت العودة باءت بالفشل ولأن اليوم ليس مولده وإنما يوم عادي كباقي الأيام التي يتجدد فيها صوت العودة، خصصته “الرأي الآخر” للتعريف أكثر بقضيته وكيف ينظر لها الحقوقيون والإعلام الدولي من خلال هذا الملف.
سلمان العودة.. مسيرة علم خلف قضبان بن سلمان
سلمان العودة.. استنفار حقوقي متواصل لإطلاق سراحه
سلمان العودة.. أنين تغريدة عمرها 4 سنوات
“شوكة في خاصرة آل سعود”.. هكذا يرى الإعلام الغربي سلمان العودة