- تغيير الأمين العام لحزب التجمع جاء بثمار كبيرة
- لدينا حاجة قوية لوجود رافعات إعلامية تابعة للحزب
- تعزيز القاعدة الشعبية للحزب تضعف الاستبداد
- نلتقي بأعضاء البرلمانات الأجنبية لنقل معاناة الشعب السعودي
- علاقات الحزب حالياً في أوروبا وأميركا أفضل من ممتازة
- نسعى للدعوة إلى قيم تحمي ثورات الربيع العربي
- نجاح الربيع العربي في أحد البلدان يشكل خطر على الأنظمة الاستبدادية
شدوى الصلاح
يبتكر في طرق الاحتجاج.. يطالب بالحرية ونبذ الديكتاتورية.. يعلن بثقة استحقاق الديمقراطية.. يعلي الصوت ليصل للبيت الأبيض وساحات الكونغرس الأميركي والبرلمانات الأوروبية.. يسلط الضوء على بؤر الفساد والاستبداد.. إنه حزب التجمع الوطني السعودي.
الحزب الذي نجح في عامه الأول في أن يلفت الأنظار ويتواجد كصوت معارض مناهض للنظام السعودي ولكل الأنظمة الديكتاتورية وللعابثين بحرية الشعوب، ما يعني أن لكل فرد من مؤسسيه دور فيما وصل إليه وحققه الحزب من نجاحات منذ تأسيسه سبتمبر/أيلول 2020.
أبرز مؤسسيه الناشط الحقوقي يحيى عسيري، الذي بدأ مسيرته في مناهضة النظام السعودي والدفاع عن الحرية مؤسسا لمنظمة القسط الحقوقية، ثم تركها ليكون ضمن الأعضاء المؤسسين لحزب التجمع، وشغل منصب الأمين العام، ثم تركه داعيا للتصويت على منصبه.
الأمر الذي أثار الجدل بشأن تخليه عن مناصبه القيادية، وتساؤلات عن الأدوار التي يؤديها الآن، داخل الحزب، في ظل مجهودات مكثفة للتواصل مع جهات دولية وحكومات غربية وبرلمانيات أوبية.
لذلك أجرت “الرأي الآخر” حوار خاص للحصول على إجابات عن دوافعه وراء ذلك، وتقييماته للمؤسسات التي ترك فيها مناصبه، ودوره الحالي، وأسباب المشاركة في مؤتمر الديمقراطية أولا في العالم العربي، الذي عقد في الأسبوع الأول من الشهر الجاري.
إليكم الجزء الأول من الحوار
** بداية، حدثنا عن الأسباب الحقيقية التي دفعتك لترك أغلب مناصبك القيادية مثل رئاسة منظمة القسط لحقوق الإنسان والأمانة العامة لحزب التجمع؟
– قضيت في القسط 7 سنوات أعطيت كل ما أستطع إعطاؤه، وتمكنت مع الرفاق والزملاء والفريق الرائع في القسط أن نبني مؤسسة لها حضورها وقيمتها ووجودها وكبرت عام بعد عام، وازداد احترامها عالميا وتتحدث عنها كل دول العالم الديمقراطية بشكل رائع.
– وعندما وصلت القسط لهذه المكانة آثرت أن أتركها لثلاث أسباب الأول حتى لا ترتبط المؤسسة باسمي ويظن الناس أن القسط هي يحيى ويحيى هو القسط لأن المؤسسات يجب أن تكون أكبر منا، والثاني كنت أريد إعطاء مزيد من الوقت للحزب، والثالث، حتى لا يتصور أحد أن العمل الحقوقي مسيس بحكم عملي في حزب سياسي، ولتجنب ظن البعض سعيي الوصول للسلطة.
– أما ترك منصبي في الحزب فهو كما أعلنت سابقا لإعطاء فرصة للناس للتعرف على معنى الديمقراطية ومنح فرصة للحزب لتقوية مواقفه وتطبيقاً لسياسة تداول السلطة.
** وما تقيمك لسير العمل في القسط بعد تركك لها؟
– القسط مؤسسة قائمة بدون وجودي بشكل رائع، ووجودي لا يكون إلا في قضايا استشارية أو مساعدات كما أفعل مع منظمات أخرى، أنا عضو مجالس استشارية فيها.
** ما تقيمك لوضع الحزب بعدما دعوت لانتخابات على منصبك كأمين عام له؟
– التفاؤل يزداد بشأن دور الحزب، وأرى أن خطوة تغيير الأمين العام جاءت بثمار كبيرة واستطعنا نزع ربط المؤسسات بالأشخاص، وهذا كان السبب الأساسي لإصراري على المجلس التأسيسي دعوة الرفاق لانتخاب أمينا عاما آخر.
– هذا ما كنت أحاول إقناعهم به بأن المشكلة في البيئة التي نعمل بها وربط المشاريع بالأشخاص وتضخيم الأسماء لتكون أكبر من المشاريع، وهذا عمل مضر في كثير من الأحيان.
– بناء المؤسسات هو الأهم لأن المؤسسات أقوى وأبقى وهذا ما استطعنا تنفيذه حاليا داخل الحزب.
** كيف ترى أداء الأمين العام الجديد؟
– الدكتور عبدالله العودة، بحكم علاقاته ودبلوماسيته العالية وحضوره المميز استطاع أن يؤدي أداء رائع.
** هل ما زلت تمارس أي أدوار داخل القسط أو الحزب؟
– لا زلت في المجلس التأسيسي وأمارس أدوار داخل الحزب متعلقة بالتوعية.
– الدور الحالي في عدد من اللجان التي تعمل على مجالات مختلفة، فأنا أشارك بعضها في الإشراف والتأسيس لرسم الاستراتيجيات بمعاونة بعض أعضاء المجلس التأسيسي أيضا، ومهتم كثيرا ببعض العلاقات الخارجية للحزب، سواء كانت علاقات بشخصيات عامة عربية أو أجنبية أو بسياسيين، أو أحزاب أو منظمات أو أيضا بالشخصيات السعودية.
– ربما مع الوقت بنيت شبكة علاقات جيدة قبل مغادرة السعودية، حين كنت في الدوائر الحقوقية، وكثير من الحقوقيين والناشطين أصدقاء لي وأعرف هذه الدوائر بشكل جيد، وهذا الأمر يستفاد منه لصالح العمل المؤسسي.
– أيضا في القسط بنيت علاقات جيدة، وكذلك في السنة الأولى في الحزب وحاليا أحاول أن أعطي أكبر جهد ممكن في التوعية والتثقيف أولا، وثانيا في العلاقات الخارجية ورسم العلاقات مع الحزب سواء كان مع منظمات، أو مؤسسات، أو سياسيين، أو شخصيات وطنية، أو غير ذلك.
** ألمحت إلى دور لجان التوعية والتثقيف، ما هي اللجان المقسمة داخل الحزب؟ ومن يتولى إداراتها؟
– لدينا لجنة قانونية، ولجنة مالية، ولجنة ثقافية، ولجنة إعلامية، ولجنة السياسات الخارجية للحزب، ولجنة الحشد، والتعبئة والتنظيم.
– اللجان مقسمة بين المجلس التنفيذ والتأسيسي كرئاسات والعضوية من المجلس التأسيسي والتنفيذي ومن بقية الأعضاء حتى منهم من هم خارج المجلسين بعضهم يشاركون في اللجان، وبعضهم يقومون بأدوار فاعلة في اللجان.
** هل منهم أحد داخل السعودية؟
– نعم بينهم من هم من الداخل وبعضهم شخصيات وازنة وقديرة وأسماء ثقيلة في المملكة، لكن ذلك غير معلن، ونتجنب الحديث في ذلك حتى لا يطالهم ما طال غيرهم من الناشطين الذين كانوا يتواصلون معنا وذهبوا خلف القضبان ونالهم التعذيب والسجون وغيرها.
** ما الإشكاليات التي تواجه الحزب؟
– الإشكال الذي نواجه أن كل أعضاء الحزب ملتزمين بأعمال أخرى، وهذا ربما يشكل بعض الصعوبات، لكن دائما الأشخاص المتفاعلين كالدكتور عبدالله العودة والمتحدثة الرسمية باسم الحزب الدكتورة مضاوي الرشيد، وكل أعضاء المجلس التأسيسي وكل أعضاء الحزب، حرصا منهم على هذا العمل الوطني النبيل، دائما يخلقون الوقت لتقديم كل ما في وسعهم من أجل خدمة الحزب وأجندته ومجتمعنا.
** ما تقيمك لتواصل الحزب مع الإعلام؟
– الإعلام في منطقتنا لديه مشكلة كبيرة، فالإعلام العالمي لا يهتم بالمنطقة إلا في لحظات معينة، عندما يحدث أحداث كثيرة، أما الإعلام المحلي فكثير منه مسيس، وله توجهاته الخاصة، لذلك كنت حريص منذ اللحظة الأولى على بناء منظومة متكاملة إعلامية كبيرة للحزب، وكان هذا أحد أهم المشاريع التي عملت عليها، من ضمنها “قناة فضائية” لكن بسبب ضعف الإمكانيات وحداثة التجربة فما يبدو أن هذا العمل لا زال مبكرا.
– نسعى لبناء إعلام مستقل ومحايد يخدم سياسة الحزب التي تهدف إلى تعزيز وصول الديمقراطية في المنطقة، ليس عبر إعلامنا فقط، وإنما أعلنا أننا نريد ديمقراطية وليست بالضرورة أن تخدم الحزب.
** كيف يكون الإعلام الحزبي محايد؟
– هذا ما يستغربه البعض لأنه لابد أن نذكر بمشروع الحزب القائم على رفض إقصاء أي أحد، أو التنافس على السلطة السياسية، لأننا في بيئة الوضع فيها سيئ للغاية، وأغلب من في الحزب جاءوا من خلفيات حقوقية لتعزيز الحقوق والحريات، وبناء دولة الحقوق والمؤسسات، وتمكين الشعب لاختيار ممثليه، والفصل بين السلطات، وكل هذه القيم الحقوقية هي لب مشروع الحزب السياسي الذي أسسناه وستكون لب أي مشروع إعلامي تابع للحزب.
** ما طبيعة تواصل الحزب مع الإعلام الخارجي؟
– هناك تعاون جيد بين الحزب والمنصات الإعلامية الدولية الأخرى، وله حضور كبير في كبرى الصحف العالمية، ولكن أيضا بسبب ضعف الإمكانات داخل الحزب، فنجد في بعض الأحيان أن الحزب غير متواجد في الإعلام كما ينبغي أو كما كان مخطط له.
** ماذا ينقص الحزب ليكون أكثر تأثير داخليا وخارجيا؟
– في الداخل السعودي لدينا خشية كبيرة جدا على سلامة الأعضاء والمنتسبين للحزب، وهذا يشكل لنا حاجز كبير، وبدأنا في عدد من الخطوات من أجل خلق المقاومة السلمية، وهذا سيعزز وجود الحزب داخليا بشكل أكبر.
– أما خارجيا، فهناك حاجة قوية لوجود رافعات إعلامية تابعة للحزب بشكل مباشر، أو على الأقل مؤمنة بقيم الحزب ولا تتخلى عنه في بعض المواقف، مؤمنة بالديمقراطية والحقوق، وهذا ما نحن بحاجة له حاليا، أيضا بسبب حداثة التجربة، هذا يجعلنا متفائلين وفي ذات الوقت متفهمين لبعض التأخر الذي يحصل في حضور الحزب.
– ما يحتاجه الحزب حاليا هو مزيد من التوعية الداخلية بخطر النظام ووجوب وجود عمل وطني لا يقصى أحد بعيد عن التقسيمات التي تقسمها السلطات، لأننا بالنهاية ندافع عن وطن يحتوي فئات مختلفة من الشعب لديهم حقوق وقاعدة مشتركة نبني عليها.
– كلما استطعنا تعزيز هذه القاعدة الشعبية استطعنا زيادة قوة الحزب وإضعاف الاستبداد الذي يجتاح ويتمكن ويستمر بالتفرقة بين أفراد المجتمع، وذلك لأن الخصومات التي تحدث بين أفراد المجتمع بالداخل والخارج تصب في مصلحة النظام وتخدمه، من يقع فيها يعزز وجود الاستبداد لأنه يعطي انطباع أن من يتحدثون عن قضايا البلد لا يهمهم إلا قضايا الفئات التي تشبههم والشخصيات التي تنتمي لهم.
– لذلك رفع الوعي بهذا الأمر سيعزز مكانة الحزب بشكل أكبر، وهو أحد أهم المشاريع التي تعمل عليها اللجان المتخصصة بالحزب، وخاصة لجنة التوعية والتثقيف.
** ماذا حقق الحزب على مستوى العلاقات الخارجية؟
– الحزب حاليا يلتقي بشكل دائم بعدد من أعضاء البرلمانات الأوروبية، وشخصيات في بريطانيا وأميركا وكندا واستراليا، وعدد آخر من الدول التي لديها شئ من الديمقراطية بنينا علاقات معهم وليس الهدف فقط مجرد علاقات.
** وما الهدف من ذلك؟
– الهدف محاولة تمثيل الرأي العام السعودي المحروم من الحراك أو الحديث، ومحاولة تمثيل مؤسسات المجتمع المدني المختلفة في بلادنا حيث لا توجد أي مؤسسات مجتمع مدني بالداخل، فوجود حزب بالخارج ربما يقوم بشيء من هذا الواجب لنقل الصورة الحقيقة عن بلادنا ومعاناة شعبنا.
– هذه أيضا أحد المهام التي يقوم عليها الحزب لبناء علاقاته الخارجية، فالعلاقات حاليا وخاصة في أوروبا وأميركا أفضل من ممتازة، ولا تزال علاقاته في المنطقة ضعيفة سياسيا وذلك ليس بسبب الحزب، وإنما لأن المنطقة تشهد ضعفا في الجانب السياسي، وبنيت السياسة في العالم العربي للأسف بطريقة خاطئة، ولذلك لا تزال هناك إشكالية.
** ما تقييمك لمشاركة الحزب في مؤتمر الديمقراطية العربية؟
– مؤتمر الديمقراطية عمل ممتاز جدا ومبادرة قام بها شخصيات وازنة لها تجربتها وقدرها في الوطن العربي، وهناك عمل جاد لإيجاد منصة كبيرة لدعم المبادرات الديمقراطية ولدعم الديمقراطية في العالم العربي بشكل كامل.
** ما الذي دفعكم للتفكير في هذا المشروع؟
– لأننا ندعو إلى التعايش مع الجميع وتقبل الجميع شريطة أن يكونوا مع الحقوق والحريات، وأن يقبلوا أنظمة ديمقراطية، لأن هناك انتكاسات حصلت إبان الربيع العربي، ووجدنا أن الإيمان بالديمقراطية والحقوق والحريات ضعيف وهذا ساعد أعداء الربيع العربي والشعوب العربية على الانقلابات.
– لذلك نسعى من خلال الكيانات التي ننتمي إليها أن نحقق كل ما نعد به هذه الشعوب من تطبيق للعدالة وعدم التمييز وقبول الآخر وتطبيق أنظمة ديمقراطية حقيقية وبناء دولة حقوق ومؤسسات ومحاربة للفساد والاستبداد.
** هل تحقيق ذلك له علاقة بالحشد لإطلاق ثورات ربيع عربي جديدة؟
– ربما ليس بشكل مباشر حشد لثورات ربيع عربي جديدة، ولكنه حشد لقيم الربيع العربي، فالشعوب العربية عندما خرجت للشارع كانت تهتف عيش حرية عدالة اجتماعية، أي أنها تريد إصلاحا اقتصاديا وسياسيا وعدالة، وهذا هو لب المشكلة العربية، لأنه عندما يصل أحد إلى الحكم ويقترب منه يمارس التمييز والإقصاء والأخطاء وهذا حصل في بعض البلدان التي شهدت ثورات ربيع عربي.
– ما نسعى إليه ليس الدعوة إلى ثورات وإنما إلى قيم تحمي هذه الثورات، لكي تكون أخلاقية عندما تخرج وألا نتنازع فيما بيننا وألا يتنازع الثوار ويتقاتلوا سواء بالسلاح أو المواقف ضد بعضهم، وكل ذلك نسعى لتجنبه، أو أن نخلق قيم عليا يتمسك بها من يدعمون الثورات ويأسوا من أن يوقفوا امتداد أفكار هذه الأنظمة الاستبدادية الديكتاتورية القمعية العملية.
** إذا أنت تدعو لقيم الربيع العربي وليس لثورات الربيع العربي؟
– نعم لنكون متمسكين بهذه القيم، حتى لو استطاعت الشعوب أن تغير بأي شكل من الأشكال سواء عبر ثورات في الشوارع أو سقوط سريع للأنظمة أو حتى الوصول لسلطة عبر صناديق الاقتراع كما يمكن أن يحصل في أي دولة.
** برأيك لماذا حاربت بعض الدول مثل السعودية والإمارات ثورات الربيع العربي؟
– لأنه لو نجحت تجربة واحدة ستكون مثال لباقي الدول، ولذلك حاربت كل الأنظمة الاستبدادية في المنطقة الربيع العربي، لأنهم لا يريدون لدولة واحدة أن تنجح لأنها ستكون قدوة لبقية الدول، ولو وجد لدينا في العالم العربي دولة متقدمة لديها حقوق وحريات ومؤسسات وأصبحت قوية صناعيا وسياسيا واقتصاديا واستطاعت أن تكون مثال يحتذى به سيشكل خطر على بقية الأنظمة الاستبدادية، وهذا ما يخشونه وهذا ما نسعى إليه.
** هل ترسيخ هذه القيم يمكن تحقيقه في ظل أنظمة تصنف على أنها ديمقراطية ولكنها داعمة للانقلابات العسكري؟
– الذي يحصل عالميا هو تدافع كبير جدا، هناك صراع دائما بين الخير والشر، وبين الحقوق والعدالة وبين المصالح، لأن الدول الأجنبية لها مصالح كبيرة جدا في المنطقة خاصة الولايات المتحدة الأميركية لديها مصالح في السعودية والإمارات وقطر، وهم يودون لمصالحهم أن تستمر وألا يلتفتوا للحقوق والعدالة، ولكن بسبب التغيرات الجذرية التي حصلت في دولهم، وأصبحت قيم حقوق الإنسان قيم عليا يصعب عليهم تجاوزها كما يتم تجاوزها في منطقتنا.
** ماذا تقصد بتجاوزها في منطقتنا؟
– في منطقتنا من السهل أن يقول أي مستبد أنا لا تعنيني حقوق الإنسان، ولا أهتم بها، لكن في الغرب لا يستطيع أحد أن يقول ذلك، ولذا الحاكم السيئ في منطقتهم يدعم مصالح بلاده لكنه يغطيها بشيء من العبارات المنمقة ودورنا أن نكشف هذه العبارات، ونفضح كل من يتواطأ مع هذه الأنظمة الاستبدادية، لأننا إن سكتنا واختفى دورنا سيتمكنوا من مزيد من السحق لهذه الشعوب، لكن كلما صعدنا وتيرة الضغط عليهم، كلما وضعناهم في مواقف محرجة، وهذا يدعم موقفنا.
** أليس ذلك ما يحدث في الغرب أيضا؟
– الأنظمة الغربية حاليا مثل بريطانيا لديها حكومة ليست جيدة على الإطلاق، نتعامل مع هذه الحكومة ولم نقطع علاقتنا بها ونتعامل معهم وأنا لا زلت أحضر اجتماعات والتقي بمسؤولين في الحكومة البريطانية، وهذا الأمر لن أتوقف عنه لأننا وإن كنا نعرف أنهم خاطئين نلتقي بهم ونقول إن ما تقومون به خطأ وغير مقبول وندفع بهذا الاتجاه.
– هنا في هذه البلدان -بريطانيا- وإن كانت الحكومة سيئة وغير جيدة وغير مهتمة بالحقوق من الأساس إلا أن لديها معارضات قوية يمكنها تشكيل ضغط على الحكومة الموجودة، فحتى وإن كانت سيئة، إلا أنها تخشى صناديق الاقتراع وتخشى أن تخسر عندما تتشوه سمعتها، ونثبت عليها أنها تدعم الحرب على اليمن مثلا، أو تتواطأ مع السعودية، وتغض الطرف عن التجسس على عدد من الشخصيات الموجودة على الأراضي البريطانية واختراقهم، فهذا يشكل ورقة ضغط عليها من الإعلام المستقل الموجود على أراضيها.
** هذا يعني أنكم تستخدمون حتى تواصلكم مع الحكومات الغربية الرسمية كألية ضغط؟
– الحقيقة أن لدينا عدد من الآليات التي نشكل بها ضغط ليس فقط في بريطانيا، فكذلك الحال في الولايات المتحدة الأميركية، فحين كان دونالد ترامب رئيسا لأميركا، استطعنا تشكيل ضغط كبير عليه وكانت فضائحه مدوية في كل مكان، كما أن حماقاته أيضا عجلت برحيله، لذلك لا يستطيع أي شخص آخر ارتكاب ذات الحماقات بذات الصورة التي فعلها ترامب وإلا سيعرف أن مصيره الاستبدال بشكل سريع.
** ألا ترى ذلك تعويل كبير على الأنظمة الخارجية؟
– واجبنا أن نعي اللعبة السياسية العالمية وتركيبتها ثم نتعامل معها، فلا نعطي أمل كبير لأي نظام في العالم أن يدعمنا لأن هذا أمر غير وارد، فلن يقف أحد معنا إلا أن نثق نحن في أنفسنا وفي ذات الوقت لا نقطع العلاقات بالعالم ثم نرجع نندب حظنا ونقول العالم مآساوي، ولا نستطيع تقديم شيء، ويتآمرون علينا،صحيح هناك مؤامرات لكن دورنا تفكيك هذه المؤامرات وأن نكون حاضرين ونعمل.
ترقبوا في الجزء الثاني من الحوار
“عسيري” يكشف حقيقة تنازل الأمير محمد بن نايف عن ولاية العهد لمحمد بن سلمان، وتوقعاته لوصوله للملك، ومسار قضية خاشقجي في ظل التقارب التركي الخليجي، ودلالات تورط أحد أفراد الحرس الملكي في اغتياله، وأوضاع المعتقلين في المملكة.