كتب: رشيد حسن
الحدث الرابع الذي شهده عام 2021 .. وها هو يوشك أن يلفظ نفاسه الأخيرة ، غير مٍأسوف عليه هو: انتفاضة الأسرى في سجون العدو الصهيوني، والتي بلغت ذروتها بتمكن «6» أسرى أبطال في سجن جلبوع من شق نفق الحرية ، ومعانقة شمس فلسطين الحرة . ما شكل صفعة قوية للعدو .. ولأجهزته الأمنية والاستخبارية.. التي فشلت في كسر إرادة الأسرى .. الذين تمكنوا بصمودهم الأسطوري .. وإرادتهم الفولاذية ، من الانتصار على الجلاد ، وتحويل السجون والمعتقلات إلى قلاع في الوطنية والصمود والمقاومة .. وقد اصبح الأسرى بحق هم الرقم الصعب .. وهم الممثلون الحقيقيون للشعب الفلسطيني،ولنضاله المشروع ولحقوقه الوطنية الثابتة ، التي لا تقبل المساومة ولا تقبل القسمة على اثنين..!!
لقد أصبحت السجون بفعل نضال الأسرى المجيد الجغرافيا الفلسطينية المقاومة السادسة – كما يقول الروائي العربي اليأس خوري- بعد الضفة وغزة والقدس والشتات والداخل .
ثورة الأسرى مستمرة قبل وبعد انتفاضة جلبوع .. وها هن الأسيرات الماجدات يفرضن شروطهن على الجلادين .. بعدم تفتيشهن أو نزع حجابهن ..
ومن ناحية أخرى .. فلقد بات مطلوبا من القيادة الفلسطينية وكافة التنظيمات والفصائل الخروج من الديباجة المعروفة..واجتراح وسائل وطرق وأساليب تفاجئ العدو ، وتسهم في إنقاذ هؤلاء الأبطال من القتل الصهيوني البطيء الذي يمارسه العدو من خلال حقنهم بأدوية سرطانية محرمة ما أدى إلى استشهاد اكثر من «220» شهيدا في المعتقلات والزنازين الصهيونية منذ عام 67..
ونتساءل لماذا لا تشكل قيادة جماعية تضم ممثلين عن مختلف الفصائل والتنظيمات على غرار قيادة انتفاضة الحجارة .. مهمتها حصرا هي إنقاذ الأسرى .. وملاحقة جنود العدو واختطافهم ومبادلتهم بالأسرى.
وفي هذا الصدد نذكر بان المقاومة الفلسطينية المقاتلة تمكنت من تحرير ألاف الأسرى خلال عمليات تبادل كبرى ، أدت إلى تبييض السجون ، وهذه هي الطريقة الوحيدة لإنقاذ الأسرى من الموت الصهيوني الذي يتهددهم كل يوم.. ولا يزال العدو يرفض أن يتعامل معهم كأسرى حرب، بل يصر على اعتبارهم أسرى جنائيين، لتشويه صورتهم المشروعة في وجدان شعبهم وأمتهم وأحرار العالم .
ويحاول بكل الوسائل تشويه هذه الصورة ، وما محاولته التشكيك في النطف المهربة كما ظهرت في فيلم «أميرة « إلا تأكيد لحربه القذرة ضد الأسرى وقد تمكنوا من الانتصار على السجن والسجان.
أسرى الحرية هم الوجه المشرق للنضال والمقاومة الفلسطينية.. فهم من لا يزالون يقبضون على جمر المبادئ والثوابت .. وقد سقط الكثيرون في مستنقع «أوسلو».. وهم الوحيدون من يصرون على استمرار المقاومة وتطويرها لتصبح شاملة تضيء كل الجغرافيا الفلسطينية . كسبيل وحيد لتحرير الوطن من الماء إلى الماء، وكنس الغزوة الصهيونية لتعود فلسطين كل فلسطين إلى حضن شعبها وامتها.
الحرية للأسرى الأبطال .
المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي “الرأي الآخر”
المقالة السابقةما صار مسؤولية الجميع !
المقالة التالية السعودية تحتجز 91 جثمانًا لأشخاص أعدمتهم منذ 2016