اعتقل جهاز أمن الدولة في جمهورية كازاخستان، رئيس الجهاز المقال كريم ماسيموف بتهمة الخيانة.
وأوضح في بيانه الصادر اليوم السبت، أن ماسيموف اعتقل أول أمس الخميس بعد إقالته فورا، بالإضافة إلى شخصيات سياسية وأمنية أخرى اعتقلت أيضا ولم يكشف عن أسمائها بعد لضرورات التحقيق.
وكان الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف قد أقال رئيس جهاز أمن الدولة مع بداية الاضطرابات التي اندلعت الأحد الماضي 2 يناير/كانون الثاني، وأسفرت وفق إحصائية رسمية عن مقتل 26 شخصا وإصابة 18 آخرين.
وأفاد أمس الجمعة بأن من وصفهم بالإرهابيين نفذوا هجمات على ألماتي عبر 6 مراحل، وأكد أن البلاد واجهت “مجموعات إرهابية مدربة جيدا في الخارج”، موضحا أنه تمت استعادة ما سماه النظام الدستوري في معظمه.
وأعرب توكاييف، عن رفضه الحوار مع المتظاهرين، والذين وصفهم بالإرهابيين، مشيرا إلى أنه أمر قواته بإطلاق النار في مقتل، لإخماد الاضطرابات التي عمت أرجاء كبرى بلدان دول آسيا الوسطى، وأن قرابة 20 ألفا من قطاع الطرق هاجموا مدينة ألماتي ودمروا ممتلكات الدولة.
وقالت وزارة الداخلية، إن نحو 4266 شخصا -بينهم أجانب- اعتقلوا خلال العمليات الأمنية المتواصلة في عموم البلاد، لمواجهة الاضطرابات التي اندلعت قبل أكثر من أسبوع بعدما خرجت احتجاجات على زيادة أسعار الوقود مع بداية العام الجديد، قبل أن تتطور إلى أعمال شغب ضد النظام.
ومن جهة أخرى صرح الحزب الحاكم “نور وطن”، بأن مقاره في معظم مدن البلاد الرئيسية تعرضت للتدمير والإحراق، وذلك في ظل اضطرابات ومواجهات تشهدها كازاخستان وأسفرت عن قتلى وجرحى ومعتقلين، مما استدعى استعانة السلطات بدعم عسكري خارجي بقيادة روسيا.
وفي سياق آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي سيطرت على مطار ألماتي، ثم وضعته تحت سيطرة قوات الأمن الكازاخية، موضحة أن 20 طائرة شحن عسكرية ستواصل اليوم نقل القوات الروسية وعتادها إلى كازاخستان.
كما أجرى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والكازاخي توكاييف اتصالا ناقشا فيه الإجراءات المشتركة ضمن تفويض منظمة الأمن الجماعي لمكافحة الإرهاب، وفق ما أعلنه الكرملين.
فيما انتقدت الخارجية الروسية تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشأن مهمة قوات حفظ السلام في كازاخستان، ووصفتها بالفظة، قائلة إن منظمة معاهدة الأمن الجماعي استجابت لنداء حكومة كازاخستان لمساعدتها في ضمان الأمن.
وكان بلينكن، قد قال في مؤتمر صحفي بواشنطن: “ثمة درس من التاريخ الحديث مفاده أنه ما إن يدخل الروس بلدا فإن إخراجهم يكون أحيانا أمرا بالغ الصعوبة”.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس عبر عن قلق بلاده من الأحداث في كازاخستان، وقال إنها ستراقب عن كثب أي انتهاكات لحقوق الإنسان من جانب قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي في البلاد.
وقد وافقت الخارجية الأميركية على مغادرة طوعية للموظفين غير الأساسيين في قنصليتها في ألماتي مع أفراد عائلاتهم، وتحدثت الوزارة عن احتمال تطور الأحداث بسرعة بطريقة يمكن أن تتحول إلى العنف.
وبدورها أعربت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن قلق الاتحاد الأوروبي من التطورات، ودعت إلى ضمان حقوق المواطنين وأمنهم في كازاخستان.
كما أعلنت الصين، دعمها لإرسال دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة روسيا قوات حفظ سلام إلى كازاخستان، قائلة إنها “تدعم جميع جهود السلطات الكازاخية لإنهاء الاضطرابات في أقرب وقت ممكن”.
وتشهد كازاخستان مظاهرات احتجاجية على ارتفاع أسعار الوقود في كل أنحاء البلاد، حيث بدأت المظاهرات بعد ما أقدمت السلطات في كازاخستان الغنية بالنفط على رفع أسعار غاز البترول المسال، والذي يستخدمه كثيرون لسياراتهم، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية.