دعت هيئة الدفاع عن وزير العدل التونسي الأسبق القيادي بحركة النهضة نور الدين البحيري، ، جميع هياكل مهنة المحاماة، وعلى رأسهم عميد المحامين، للتضامن مع البحيري، ومع زوجته سعيدة العكرمي عضو مجلس الهيئة الوطنية للمحامين (مستقلة)، التّي تم الاعتداء عليها ، وسلبها هاتفها أثناء عمليةّ الاختطاف.
وأكدت في بيانها الصادر أمس الجمعة، أن اختطاف البحيري واقتياده إلى وجهة غير معلومة تشكل جريمة مكتملة الأركان، خرقت جميع المواثيق الدولية والضمانات الدستورية، خاصة الفصل 29 من الدّستور، والذي ينص على أنه لا يمكن إيقاف شخص أو الاحتفاظ به إلا في حالة التلبّس أو بمقتضى قرار قضائي، مع واجب إعلامه فورا بحقوقه، وبالتهم المنسوبة إليه.
كما نوهت الهيئة، إلى عقد جلسة عامة عاجلة للتداول حول وضع الزميل، وتدارس تدهور وضع الحقوق والحرّيات في البلاد بشكل عام.
وكانت هيئة الدفاع، قد اتهمت وزيرَ الداخلية توفيق شرف الدين بالتلفيق بعد حديثه عن شبهات تتعلق بالإرهاب بحق موكلها، في حين أبدت كتلة النهضة البرلمانية استغرابها من نوعية الاتهامات الموجهة للبحيري.
وفي نفس السياق، طالبت منظمة هيومن رايتس ووتش الدولية المتخصصة في مراقبة حقوق الإنسان، مساء أول أمس الخميس، السلطات التونسية بالإفراج فورا عن البحيري، المحتجز تعسفا، أو توجيه الاتهام إليهما بموجب القانون إذا كان لديها أدلة على جريمة فعلية، المسألة بهذه البساطة.
وأكدت في بيانها أن اعتقال البحيري و(المسؤول السابق بوزارة الداخلية) فتحي البلدي في عملية أشبه بالاختطاف يُظهر تنامي التهديد للحمايات التي تمنحها حقوق الإنسان منذ استحواذ الرئيس قيس سعيّد على السلطة في يوليو/تموز الماضي.
كما طالب المكتب التنفيذي لحركة النهضة التونسية بالإفراج الفوري عن “المختطفَين” القيادي نور الدين البحيري، وفتحي البلدي، فيما دعا المشاركة بكثافة في مظاهرات مرتقبة يوم 14 يناير/كانون الثاني الجاري رفضا للقرارات التي يتخذها الرئيس قيس سعيد منذ شهور.
وكانت حركة النهضة أعلنت الجمعة 30 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أن عناصر بزي مدني اختطفت البحيري واقتادته إلى جهة غير معلومة، مشيرة إلى تعرض زوجته المحامية سعيدة العكرمي التي كانت بصحبته، إلى العنف والاعتدء عليها من قبلهم.
والأحد، نقلت السلطات التونسية البحيري (63 عاما)، إلى أحد مستشفيات مدينة بنزرت (شمال)، إثر تدهور صحته جراء إضرابه عن الطعام، رفضا لاحتجازه منذ 31 ديسمبر/كانون الأول المنصرم.