قالت مقالة في مجلة الإيكونوميست إن القمع والخوف يمنعان “سماسرة السلطة التقليديين” في السعودية من محاولة الإطاحة بولي العهد محمد بن سلمان، لكنها لم تستبعد أن يتمكن هؤلاء من الإطاحة به أو حتى اغتياله.
وأشارت المقالة إلى علماء الدين التقليديين على أنهم “سلفيون” ولديهم الكثير مما يثير الاستغراب بعد أن قطع بن سلمان تحالفًا بينهم وبين آل سعود يعود إلى ثلاثة قرون.
وأوضحت الإيكونوميست أن محمد بن سلمان قوّض ما كان ركيزة أساسية للدولة السعودية من خلال خطبه التي ألقاها، وقيّد خلالها سلطة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واعتقل الدعاة الشعبيين.
وأشارت إلى أن “العديد من أفراد العائلة المالكة مستاءون بنفس القدر، إذ تضاءلت سلطتهم في تقديم التماس إلى الملك للحصول على الأموال من الخزائن السعودية، في إشارة إلى ابتزاز 2017 عندما حبس بن سلمان الأمراء السعوديين الأثرياء في فندق ريتز كارلتون في الرياض”.
ولفتت المجلة إلى أنه “أصبح من الصعب على أفراد العائلة المالكة الحصول على عمولات على العقود الحكومية، بسبب أن بن سلمان حوّل نظامًا سياسيًا توافقيًا إلى حد ما إلى حكم الرجل الواحد”.
وأكدت الإيكونوميست أن المواطنين السعوديين العاديين غاضبون من وتيرة التغيير داخل المملكة.
ونقلت المجلة عن جندي سابق قوله: “في الأيام الخوالي إذا أبلغت أن ابنتي غادرت ليلا دون إذني، فسيعيدونها مقيدة.. الآن إذا حاولت إيقافها، فإنها تشكو للشرطة ويحتجزونك”.
وبدلاً من استبدال التعصب الديني بالاعتدال، يعتقد بعض السعوديين أن محمد بن سلمان يتخلى عن الدين تمامًا.
كما نقلت الإيكونوميست عن أحد مشايخ المدينة المنورة قوله: “مثل أوروبا، هو (بن سلمان) يحصر الله في الكنيسة”.
وأشارت المجلة إلى “استياء متزايد داخل مجتمع الأعمال، الذي يشعر بالضيق من قلة الفرص، ويشتكون من أن بن سلمان يستخدم صندوق الثروة السيادي الهائل للمملكة وكيانات ملكية أخرى لمزاحمة القطاع الخاص”.
“ومما زاد الطين بلة بالنسبة لقطاع الأعمال، انخفاض الدعم، في حين ارتفعت الضرائب والرسوم والغرامات”، وفق الإيكونوميست.
وتوقعت المقالة أن ينتهي الأمر بـ”البكاء على الأمير”.
وقالت: “يعتقد البعض أن الطبقة الدينية لن تبقى صامتة إلى الأبد، ويتساءل الكثيرون عما إذا كانت السعودية تتجه نحو ثورة 1979 على النمط الإيراني بقيادة الملالي الذين احتل نظراؤهم مكانة مماثلة في المجتمع الإيراني”.
وأضافت “إذا نما هذا السخط، فحتى اغتيال محمد بن سلمان هو احتمال”.
واستحضر مسؤول كبير سابق ذكرى الملك فيصل، الذي اغتيل على يد ابن أخيه عام 1975، وقال: “الأمير محمد يعرف ما يمكن أن تفعله الأسرة”.