كتب: رشيد حسن
هبة أهلنا في النقب الفلسطيني المحتل ، أربكت العدو ،وأفقدته أعصابه ، فاستدعى قوات كبيرة من الجيش وحرس الحدود والخيالة والشرطة والمستعربين ، للسيطرة على هذه الهبة الكبرى ، التي ذكرته بانتفاضة الحجارة المجيدة ، وبهبات أهلنا في الجليل والمثلث واللد والرملة ويافا وحيقا وعكا وام الفحم ..الخ.خلال أيار الماضي.
هذه الهبة المجيدة تجىء رفضا لمخططات العدو الاجرامية ، التي تدور وتتركز وتتمركز حول اقتلاع اهلنا من ارضهم ، وأرض ابائهم واجدادهم منذ الكنعانين والى اليوم.
مخطط العدو يقوم على تجميع سكان «35» قرية بدوية في النقب غير معترف بها ، في مكان واحد.. ويبلغ عدد سكانها حوالي «150» الفا ، يسيطرون على « 8» الاف دونم .. وذلك من أجل احكام سيطرته على منطقة النقب باكملها ،، والتي تشكل 20% من مساحة فلسطين التاريخية. وفيها اكبر مطارات العدو العسكرية ، وتنبع اهمية النقب بموقعه الاستراتيجي فهو حلقة الوصل بين فلسطين ومصر .
اهلنا في النقب رفضوا كل مغريات العدو لمغادرة ارضهم ، وتعرضوا ولا يزالون للتنكيل ، من قبل دوريات شارون الخضراء في بداية السبعينيات عندما كان قائدا للمنطقة الجنوبية، ومنعوا من تطوير قراهم ، فبقوا يعيشون على الوسائل البدوية بدون ماء ولا كهرباء ولا طبابة ولا مدارس.. الخ..ورغم كل هذا واكثر منه .. بقوا مصرين على الصمود والبقاء وعدم مغادرة ارضهم مجسدين شعار « يرحلون ونبقى « ..!!
وتعتبر معركة قرية العراقيب نموذجا للصراع بين اهلنا في النقب ومخططات العدو الاجرامية .. التوسعية.. وتشير الى لب الصراع وجوهره..
فالشعب الفلسطيني .. شعب الحضارات .. يبني ويعمر .. والعدو القادم من كهوف الظلام .. وغيتوات الكراهية والحقد والعنصرية ، يهدم .. ويدمر ..يسفك الدماء .. يقتل الاطفال والابرياء ، وينشر في الارض الموت والخراب .. مجسدا مقولة يهوه اله الحرب « لا تبقوا على أحد .. انهم جميعا غوييم».. اي حيوانات.. اقل من البشر لا يستحقون الحياة ..
كم من مرة قام اهلنا في النقب ببناء قرية العراقيب .. وكم من مرة قام العدو بهدمها ،وسط صمت العالم الذي يدعي حرصه على حقوق الانسان وخاصة امريكا ودول اوروبا ، وكأن الشعب الفلسطيني ليسوا بشرا ..ولا يستحقون الحياة..كما تحكي الوقائع الصهيونية..!
هبة اهلنا الابطال في النقب المحتل تؤكد ان الصراع مستمر مع العدو وهو صراع وجودي ، وان العدو لم ينتصر بعد ، وان شعبنا لم يهزم ولم يرفع الراية البيضاء ، ولا يزال متمسكا بارضه ، بحلمه يقاتل من خندق الى خندف ومن دار الى دار ، شعاره الحالد : «باقون ما بقي الزعتر والزيتون .. باقون وهم يرحلون».. وهو ما يفرض على كافة ابناء شعبنا في الضفة والقدس وغزة والجليل ، ان يهبوا لتجدة اهلهم في النقب ويفجروا انتفاضة عارمة في كل انحاء فلسطين ، لاسقاط المشروع الصهيوني، ودحر الغزوة الصهيونية، وهو ما سيتحقق عاجلا او اجلا .. المجد لشعب الجبارين الذي لا ولن ينس وطنه..
ويصر على المقاومة ومعانقة فجر التحرير..
المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي “الرأي الآخر”النقب ..الصمود والمقاومة…!!