صرح البيت الأبييض، بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن، لا يزال يعتقد أن روسيا قد تنفذ عملية عسكرية ضد أوكرانيا في أي وقت.
وأوضح أن الرئيس الأمريكي قد أجرى مساء أمس الإثنين مشاورات عبر الفيديو مع عدد من القادة الأوروبيين للتنسيق بين واشنطن وحلفائها عبر المحيط الأطلسي للرد على الحشد العسكري الروسي على الحدود مع أوكرانيا.
وجدد القادة الغربيون خلال المحادثات دعمهم غير المشروط لوحدة أراضي أوكرانيا وتوعدوا روسيا بعواقب وخيمة إذا ما شنت عدوانا على جارتها الغربية، حيث شملت المحادثات المغلقة كلا من رئيسة المفوضية الأوروبية، ورئيس المجلس الأوروبي والرئيس الفرنسي، والمستشار الألماني، ورئيس الوزراء الإيطالي، وكذلك الأمين العام لحلف الناتو، والرئيس البولندي، ورئيس الوزراء البريطاني.
ومن جانبه أشار الأمين العام للحلف الأطلسي ينس ستولتنبرغ، عقب المحادثات إلى أنه تم الاتفاق على أن أي عدوان روسي جديد على أوكرانيا ستكون كلفته باهظة.
وفي نفس السياق أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاجون، أمس الإثنين أنها وضعت 8500 جندي في حالة تأهب قصوى تحسبا لاحتمال نشرهم بشرق أوروبا دعما لحلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) في حال أقدمت روسيا على غزو أوكرانيا.
وأوضح المتحدث باسم البنتاجون جون كيربي، أن الخيار الدبلوماسي لا يزال قائما فيما يخص التحركات العسكرية الروسية على حدود أوكرانيا، وأشار في هذا السياق إلى استمرار المحادثات بين واشنطن وموسكو، بيد أنه أكد أن الروس ليست لديهم حاليا نيّة لخفض حدة التوتر.
وقال إنه لم يتخذ بعد قرار نهائي بإرسال هؤلاء العسكريين خارج الولايات المتحدة، وإن ذلك سيتم في حال قام الحلف الأطلسي بتفعيل قوة الرد السريع التابعة له، والتي تضم 40 ألف عسكري، أو في حال حدثت تطورات فيما يخص الحشود العسكرية الروسية على الحدود الأوكرانية.
وأشار إلى أن وضع هؤلاء العسكريين في حالة تأهب قصوى بأمر من وزير الدفاع لويد أوستن يقصّر إلى النصف المدة اللازمة لهم للاستعداد لمغادرة الولايات المتحدة إلى الخارج، أي من 10 أيام إلى 5 أيام فقط.
وكانت صحيفة “نيويورك تايمز” (The New York Times)، قد أفادت بأن الرئيس الأمريكي جو بايدن يفكر في نشر آلاف من الجنود الأميركيين وسفن حربية وطائرات في دول البلطيق وأوروبا الشرقية، وأنه قد يتخذ قرارا بهذا الشأن خلال أيام.
وأوضحت الصحيفة أن الخيارات تشمل إرسال ما بين ألف جندي و5 آلاف إلى أوروبا الشرقية مع إمكانية رفع ذلك العدد إلى 10 أضعاف إذا تدهورت الأوضاع.
كما نقلت شبكة “سي إن إن” (CNN) عن مسؤولين أميركيين قولهم إن إدارة بايدن باتت في المراحل النهائية من عملية تحديد الوحدات العسكرية التي تعتزم إرسالها إلى شرق أوروبا.
ونقلت الشبكة عن هؤلاء المسؤولين أن الإدارة الأميركية بصدد صياغة الأوامر العسكرية الخاصة بهذا الشأن في مسعى منها لردع روسيا التي حشدت عشرات الآلاف من قواتها على الحدود مع أوكرانيا.
وبدوره أعلن حلف شمال الأطلسي “ناتو”، أمس الإثنين أنه يهيّئ قوات احتياطية لتكون في حالة تأهب، وأنه سيرسل طائرات وسفنا لتعزيز القدرة الدفاعية للحلف في شرق أوروبا.
وأكد الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، أن الحلف سيواصل اتخاذ كل الإجراءات اللازمة للحماية والدفاع عن الدول الأعضاء.
ويتزامن قرار الناتو مع مناورات عسكرية بدأها الحلف في البحر المتوسط تستمر حتى 4 فبراير/شباط المقبل، كما يأتي بعد ساعات من اجتماع الرئيس الأمريكي بفريقه للأمن القومي، والذي ناقش نشر قوات في دول البلطيق وشرق أوروبا.
ومن جانبها نددت موسكو بما سمتها هستيريا الغرب بشأن عمل عسكري روسي محتمل ضد الجارة الغربية.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، إن إرسال الناتو قوات إضافية إلى دول شرق أوروبا دليل على أن الحلف يتبنى نهج التهديد والضغط العسكري، مضيفا أن محاولات الحلف الأطلسي رسم صورة عدوانية لروسيا هدفها تبرير الأنشطة العسكرية للحلف في أقصى شرق أوروبا.
فيما أعرب الكرملين عن قلقه إزاء الوضع في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، ودعا كييف إلى عدم التفكير في تسوية النزاع بالقوة.
وقال إن سلطات كييف نشرت أعدادا كبيرة من القوات والمعدات العسكرية على خط التماس بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لموسكو.
وأشار الناطق باسم الرئاسة الروسية الكرملين ديمتري بيسكوف، إلى أن واشنطن والحلف الأطلسي يصعّدان التوتر عبر “هستيريا الإعلانات” و”الخطوات الملموسة”، موضحا أن خطر شن قوات أوكرانية هجوما ضد الانفصاليين الموالين لروسيا مرتفع للغاية.
كما نفى أي نية لدى بلاده لقطع إمدادات الغاز عن أوروبا في حال أقدمت الدول الغربية على فرض عقوبات على روسيا.
وفي نفس السياق قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الإثنين إن الوضع شرقي البلاد تحت السيطرة ولا داعي للذعر، حيث أكد عقب اجتماع لمجلس الأمن القومي لبحث التوتر مع روسيا أن بلاده مستعدة لكل شيء.
وبدورها أوضحت وزارة الدفاع الأوكرانية، أن الجيش الأوكراني أبقى قواته في المواقع المتقدمة بجبهة إقليم دونباس على درجة عالية من الاستعداد واليقظة تحسبا لأي تطور عسكري محتمل هناك، مشيرة إلى أن جنديا أوكرانيا أصيب بجروح متوسطة على جبهة دونباس حيث خرق الانفصاليون وقف إطلاق النار 10 مرات في الساعات الـ24 الأخيرة.