أعلنت ألوية العمالقة، التي تدربها وتمولها الإمارات، الانسحاب من جبهة رئيسية في الصراع اليمني بعد أيام من توجيه الحوثيين ضربات عسكرية للدولة الخليجية في العاصمة أبوظبي ودبي.
وجاء الإعلان المفاجئ بعد هجومين بطائرات مسيرة وصواريخ شنهما الحوثيون على الإمارات أسفر أحدهما عن مقتل ثلاثة من عمال النفط.
وقالت “العمالقة” في بيان: “بعد النجاح الكبير الذي حققناه.. بدأنا بنقل كتائبنا إلى المقر الرئيسي”.
وأضافت أن “الكتائب أعادت تمركز قواتها في محافظة شبوة بعد تحرير مديريتي بيحان وحريب وتأمينهما بالكامل من ميليشيات الحوثي”.
وفي 15 نوفمبر، تم إرسال مقاتلي “العمالقة” من قاعدتهم على ساحل البحر الأحمر “لدعم الحكومة اليمنية في معركتها على جميع الجبهات”، وفق التحالف.
وبعد طرد الحوثيين من شبوة، سيطرت العمالقة على حريب، وهي منطقة في محافظة مأرب، وبدا أنهم مستعدون للتقدم نحو مدينة مأرب.
ودفعت الهزيمة في شبوة الحوثيين، الذين يسيطرون على معظم الشمال والعاصمة صنعاء، إلى الاستيلاء على سفينة ترفع علم الإمارات في 3 يناير قبل شن هجومهم المميت على أبو ظبي بعد أسبوعين.
ومنذ 25 ديسمبر/ كانون الأول، شن التحالف الذي تقوده السعودية هجومًا “واسع النطاق” على العاصمة اليمنية صنعاء، بعد أن قتلت صواريخ أطلقها الحوثيون شخصين في السعودية، وهو الحدث الأول من نوعه منذ ثلاث سنوات.
وأسفرت غارة جوية الأسبوع الماضي على مدينة صعدة معقل جماعة الحوثي عن مقتل 70 شخصا على الأقل بينهم العديد من المهاجرين الأفارقة المحتجزين في سجن تم استهدافه.
وقبل أيام، توعد وزير دفاع جماعة الحوثي محمد ناصر العاطفي بأن تشهد الفترة المقبلة “ضربات موجعة ومرعبة في العمق الاستراتيجي العسكري والاقتصادي لدول العدوان”، في إشارة إلى السعودية والإمارات.
وذكر العاطفي أن الضربات ستكون “في مناطق لا تتوقّعها”، بإطار مراحل عملية “إعصار اليمن”.
وقال موجهًا حديثه للسعودية والإمارات: “نؤكّد لكم أن ما لم تستطيعوا تحقيقه خلال سبعة أعوام من عدوانكم لم ولن تستطيعوا تحقيقه في الحاضر والمستقبل، بل ستظل الهزائم المريرة تلاحقكم”.
وأشار إلى أن “تصعيد العدوان على الشعب اليمني (..) لا يساعد على إنهاء الحرب بل يزيد من توسيع نطاقها الجغرافي، وتقويض فرص السلام، وزعزعة أمن واستقرار المنطقة”.
وحذّر من التصعيد العسكري “يدفعنا إلى خيارات عسكرية إستراتيجية لا مفرّ فيها للعدو سوى الهزيمة والندم والحسرة”.
ولفت إلى أن الهجمات الحوثية الأخيرة على السعودية والإمارات “ما هي إلا رسائل تحذيرية لعلّ وعسى أن يرتدع المعتدون ويعودوا إلى صوابهم”.
وفي 17 و24 يناير/ كانون الثاني الجاري نفذت جماعة الحوثي هجومين بالطائرات المسيرة والصواريخ استهدفا أبو ظبي ودبي، وأدى الأول لمقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ستة آخرين.
كما تواصل الجماعة بشكل شبه يومي استهداف السعودية بالصواريخ.
ودعت جماعة الحوثي الشركات الأجنبية والمستثمرين لمغادرة الإمارات “كونها أصبحت دولة غير آمنة”.
وتسبب الهجومان في شعور بعض السكان في العاصمة أبوظبي بالقلق إزاء الأمن، لأول مرة، ولاسيما أنها المدينة المعروفة بالأبراج الشاهقة والمتاحف ذات المستوى العالمي وسباق الفورمولا 1.
وبحسب الأمم المتحدة، تسببت حرب اليمن المستمرة منذ سبع سنوات في مقتل أكثر من 233 ألف شخص ونزوح ملايين آخرين، مشيرة إلى أنها إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية على مستوى العالم.