شدوى الصلاح
قال المعارض الإماراتي وعضو الرابطة الإماراتية لمقاومة التطبيع حميد النعيمي، إن الإمارات تمضي في مشروع دعم الكيان الصهيوني بكل ما تستطيع من إمكانيات كي تجعلها كياناً قائداً في شرق أوسط جديد تلعب فيه تل أبيب دور القيادة بمعية أبو ظبي، حيث أصبح الحديث عن الشرق الأوسط الجديد مكرراً من المسؤولين في الجانبين.
وأشار في حديثه مع الرأي الآخر، إلى أن الحكومة الإماراتية تدعم الكيان الصهيوني في كل المجالات الاقتصادية والسياسية والأمنية والاجتماعية والثقافية، منذ إعلان التطبيع رسميا في أغسطس/آب 2020 برعاية أمريكية، متجاوزة كل الخطوط الحمراء وضاربة الحق الفلسطيني عرض الحائط.
ولفت النعيمي، إلى أن زيارة رئيس الاحتلال إسحاق هرتسوغ، هي الأعلى من حيث مستوى التمثيل الدبلوماسي للكيان منذ إعلان التطبيع، قائلا إنه موغل في الدماء الفلسطينية ومجرم عبر تاريخه، لكن السياسيين الذين لا يحسنون سوى النظر إلى مصالحهم لا إشكال عندهم في مصافحة القتلة.
وأوضح أن هذه الزيارة تأتي بعد دعوة ولي عهد أبوظبي الحاكم الفعلي للإمارات في إطار التقرب من الكيان وسعيا للمزيد من العلاقات وتوطيد الاتفاقات، وذلك في سياق الدعم اللامحدود الذي تقدمه حكومة الإمارات للاحتلال، كما تأتي في الوقت الذي تشهد فيه فلسطين المزيد من الانتهاكات الصهيونية ولم يسلم منه صغير أو امرأة أو شيخ طاعن في العمر.
وأرجع النعيمي ذلك إلى أن كل الفلسطينيين عند الاحتلال عدو مسلوبي الحقوق ومباح بحقهم كل أصناف الانتهاكات، معربا عن أسفه أن التواجد الصهيوني أصبح مكثفا على أرض الإمارات فمن زيارات سياحية تجاوزت عشرات الآلاف إلى انتقال العديد من العصابات الإجرامية والتي فتحت أسواقاً لها من الدعارة والقمار وتبييض الأموال في دبي -بحسب القناة 13 العبرية-.
واستنكر تبديد الوعود الإماراتية سريعاً قبل حتى أن تبدأ، عندما وعدت بأن التطبيع سيكون لصالح الفلسطينيين الذين لم يروا سوى الشعارات الجوفاء، أما الكيان فحصل على كافة أنواع الدعم الذي يحتاج، بل وأكثر حتى أن المسؤولين فيها لا يخفون تعجبهم من اندفاع الحكومة الإماراتية في عقد الاتفاقات وإبرام الصفقات بسرعة مذهلة وفي مجالات متنوعة.
وانتقد النعيمي، أن ذلك الانجراف والحماس والشمولية الموجودة لدي السلطة الإماراتية تجاه الاحتلال لم يسبق لأي دولة أن سارعت إليه، مؤكدا أن الشعب الإماراتي رافض لمثل هذه الزيارات وهذا التطبيع لكنه مكبل عن أن يظهر أي اعتراض أو رفض وإلا نكل به وضيق عليه وزج به في السجون وشهر به.
يشار إلى أن رئيس الكيان الصهيوني، وصل اليوم الأحد 30 يناير/كانون الثاني 2022، الإمارات في زيارة رسمية هي الأولى من نوعها، سعيا لتعزيز العلاقات مع دول الخليج، مستبقا زيارته بالتغريد على تويتر: “نشعر بالغبطة لأننا نصنع التاريخ هذا الصباح. أسافر الآن مع زوجتي في زيارة تاريخية للإمارات. تحمل بشرى السلام بين الشعوب ولعموم الشرق الأوسط”.
وحلقت طائرة رئيس الكيان الصهيوني التي أقلته إلى الإمارات، فوق الأجواء السعودية، وبث الإعلام الصهيوني مقطع فيديو لرحلته يقول خلالها الطيار للركاب: “نحن الآن فوق المملكة العربية السعودية.. نحن نصنع التاريخ! سنطير قريبا فوق العاصمة”، فيما دخل هرتسوغ قمرة القيادة، ونظر إلى الأراضي السعودية”.
والتقاه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، ونقلت وكالة الأنباء الإماراتية عنه إشادته بموقف الكيان الصهيوني من اعتداءات جماعة الحوثي اليمنية على الإمارات مؤخرا، فيما نقلت وكالة رويترز عن الرئيس الصهيوني قوله إن “بلاده” تدعم احتياجات الإمارات الأمنية وتسعى إلى تعزيز العلاقات الإقليمية.