مع إعادة جدولة معرض إكسبو 2020 دبي المقرر افتتاحه في وقت لاحق من هذا العام، أثيرت مخاوف بشأن الانتهاكات بحق العمال المهاجرين من كبار المقاولين الذين ينظمون ويديرون الحدث الضخم لمدة خمسة أشهر.
ومن المتوقع أن تشارك حوالي 190 دولة في المعرض الذي تأمل السلطات الإماراتية منه جذب ثلاثة ملايين زائر من جميع أنحاء العالم.
ويعد الجناح الألماني أحد أهم عوامل الجذب، إذ سيعرض المبنى الكبير، الذي تديره شركة كولنميسي، الابتكارات والحلول الألمانية في مجال الاستدامة.
وأثيرت مخاوف من مجموعة حقوقية رائدة تراقب وضع العمال المهاجرين، بشأن العقود التي أبرمها الجناح الألماني مع مجموعة “ترانس جارد”، التي تفتخر بأنها المزود الرائد لحلول الأعمال في الإمارات.
ووقع الجناح الألماني اتفاقية إطارية مع “ترانس جارد” لتوفير خدمات الأمن والتنظيف والغسيل خلال معرض دبي إكسبو.
وفي العام الماضي، كانت “ترانس جارد” موضوع اتهام خطير من مركز موارد قطاع الأعمال وحقوق الإنسان، بوقوع انتهاكات ضد العمال المهاجرين أثناء الوباء.
ويتعقب المركز الدولي غير الحكومي آثار حقوق الإنسان لأكثر من 10000 شركة في حوالي 200 دولة.
استشهد مركز موارد قطاع الأعمال وحقوق الإنسان بعدد من التقارير التي تكشف الانتهاكات التي ارتكبتها “ترانس جارد” ضد العمال المهاجرين.
وأكدت التقارير أن الشركة الإماراتية احتجزت جوازات السفر والأجور، وكانت تدفع أقل من الحد الأدنى للأجور، وعرضت معدات الحماية الشخصية غير الكافية، وفرضت تغييرات وإنهاءات قسرية في العقود دون إشعار، وخصمت من استحقاقات نهاية الخدمة.
وقال مدير برنامج الخليج في مركز موارد قطاع الأعمال وحقوق الإنسان إيزوبيل آرتشر: “من المثير للقلق أنه بينما يستعد البرلمان الألماني لاعتماد قانون العناية الواجبة بحقوق الإنسان في الداخل، فإن شركة ألمانية في الخارج ترفض تحديد الخطوات التي اتخذتها لضمان حماية حقوق العمال المهاجرين”.
وأضاف “اختارت شركة كولنميسي التعامل مع شركة ذات سجل مشكوك فيه في مجال حقوق الإنسان، والتي أخبر عمالها مرارًا وتكرارًا المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان والنشطاء ووسائل الإعلام التي تدعم التقارير عن معاملتهم المروعة”.
وأكد آرتشر أن هناك مسؤولية في إجراء العناية الواجبة الشاملة والهادفة بحقوق الإنسان عند إبرام عقود مع شركاء الأعمال أو مقدمي الخدمات.
وشدد على ضرورة الاستعداد للكشف عن الضمانات اللازمة للتخفيف من الانتهاكات.
وفي أكتوبر/ تشرين الأول 2019، أصدر مركز الموارد موجزاً يسلط الضوء على المخاطر التي يتعرض لها العمال الوافدون في الإمارات.
ودعا العملاء مثل معرض دبي إكسبو والجناح الألماني إلى منح عقود للشركات التي لديها التزامات واضحة بحقوق العمال، وإلى الشركات التي توفر فرض حماية قوية للعمال المهاجرين.