أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي عشرات الفلسطينيين بجراح، بعد اقتحام المسجد الأقصى والاعتداء على المصلين، ومُهاجمة حي الشيخ جراح، ومنطقة باب العامود بمدينة القدس المحتلة.
وأفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بإصابة 205 فلسطينيين باعتداءات قوات الاحتلال في القدس، نُقل 88 منهم إلى المستشفيات.
وأوضحت أن عددًا كبيرًا من الإصابات كانت في الوجه والعيون والصدر بالرصاص المعدني.
أما وزارة الصحة الفلسطينية فأشارت إلى وجود إصابتين بحالة الخطر، وثلاث إصابات في العيون، إحداها لشاب فقد عينه، بالإضافة إلى إصابتين بكسر في الفك.
وأفادت مصادر فلسطينية في مدينة القدس المحتلة لموقع “الرأي الآخر”، بأن قوات الاحتلال هاجمت المُصلين داخل المسجد الأقصى أثناء صلاة العشاء.
وأوضحت المصادر أن قوات الاحتلال استخدمت الرصاص المعدني وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، لإخراج آلاف المعتكفين بالمسجد.
وبيّنت أن قوات الاحتلال اقتحمت المصلى القبلي (المسجد الأقصى) وأطلقت قنابل الصوت باتجاه المصلين داخليه، قبل أن تغلق أبوابه بالسلاسل الحديدية على من فيه.
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال اقتحمت أيضًا عيادة المسجد الأقصى، وأطلقت قنابل الصوت داخلها، وحطّمت محتوياتها، واعتدت على الطواقم الطبية والمصابين الذين كانوا تحت العلاج.
كما أطلقت قوات الاحتلال قنابل الصوت باتجاه المصلين داخل مسجد باب الرحمة في الأقصى، وأخرجتهم بالقوة منه.
واعتلى جنود الاحتلال سطح المسجد القبلي، وقطعوا أسلاك المئذنة.
وفي مدينة القدس أيضًا، قمعت قوات الاحتلال أهالي حي الشيخ جراح، الذين تعتزم حكومة الاحتلال طردهم من منازلهم لصالح المستوطنين، كما اعتدى الجنود على المتضامنين معهم.
واستخدمت قوات الاحتلال في الاعتداء قنابل الصوت والمياه العادمة، في وقت كان مستوطنون يؤدون طقوسًا دينية استفزازية قُبالة الفلسطينيين في الحي.
وفي باب العامود، قمعت قوات الاحتلال الفلسطينيين المتواجدين في المنطقة المؤدية إلى القدس القديمة، وأفرغتها بالقوة، ومنعت المقدسيين من الوصول إلى الأقصى، كما اعتدت على المتواجدين في شارع الواد بالبلدة القديمة.
وعلى إثر هذه التطورات، طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة الأوضاع في القدس.
وحمّل الرئيس الفلسطيني مجلس الأمن مسؤولية توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.
كما حمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عما يجري في مدينة القدس المحتلة، وما يترتب على ذلك من تداعيات.
أما رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية فأكد أن الفلسطينيين سيدافعون عن المسجد الأقصى بـ”الروح والدم وبكل ما أوتينا من قوة وبسالة وشجاعة وجرأة”.
وقال: “العدو يرتكب حماقات وهو لا يعرف نتائج ومآلات ما الذي يقوم به داخل القدس وداخل المسجد الأقصى المبارك”.
وأضاف هنية “ما يجري انتفاضة يجب أن تتواصل ولن تتوقف، والمعركة التي يفتحها العدو في القدس معركة لا يمكن أن ينتصر فيها”.
وتابع “أقول لنتنياهو لا تلعب بالنار، هذه معركة لا يمكن أن تنتصر بها أنت ولا جيشك ولا شرطتك ولا كل كيانك”.
وأشار هنية إلى أن ما يجري في القدس سيضع حدًا لمسيرة التطبيع مع الاحتلال، داعيًا الدول التي طبّعت علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي لإنهاء هذه الاتفاقيات وإغلاق السفارات التي فُتحت على أرض فلسطين.
أما الأمين العام لحركة الجهاد الإسرائيلي زياد نخالة فقال إن: “ما يجري في القدس لا يمكن السكوت عليه”.
وأضاف “على العدو أن يتوقع ردنا في أي لحظة”.
وتعمل قوات الاحتلال منذ سنوات على تقسيم المسجد الأقصى زمانيًا ومكانيًا بين المسلمين واليهود، وتسمح يوميًا للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية.
ودعا متطرفون يهود لاقتحام واسع للمسجد الأقصى يوم الأحد، صبيحة ليلة الـ27 من رمضان.