أسهم حزب التجمع الوطني السعودي المعارض بدور كبير في إبراز معاناة أهالي أحياء جدة المهجرين قسريًا من بيوتهم.
ودعم الحزب وأعضاؤه المؤثرين الوسوم (الهاشتاقات) التي ترفض عملية التهجير القسري، ولاسيما وسم #هدد_جدة.
كما خصص “التجمع” مساحة على تويتر باسم “الدور عليك” للحديث عن جريمة الهدم، وشهدت حضورًا مكثفًا وتفاعلًا كبيرًا، وتخطت المشاركات حاجز الـ50 ألف.
وبالإضافة إلى ذلك، استعان الحزب بشهادات من أرض الواقع حول الظلم الكبير الذي تعرض له الناس في عملية التهجير القسري.
وخصص الحزب #سبتية_صوت_الناس أكثر من مرة للحديث عن هدم الأحياء، وعرض شهادات مؤلمة من الميدان.
وقال الحزب في مقطع فيديو نشره على صفحته بتويتر إن: “لحظة الفخر التي نعتز بها كانت عندما كان اسم الحزب يزين لوحات النضال السلمي المرسومة على جدران العز في وجه جرافات السلطة”.
وأضافت هذا وسام على صدورنا نفخر به، ونعدكم أن نكون صوتكم على الدوام”.
وكانت الحكومة السعودية، أعلنت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، عن إقامة مشروع وسط جدة برعاية ولي العهد محمد بن سلمان، بميزانية تقارب 500 مليار ريال، مدعية أن الإزالة انتصار على العشوائيات والجريمة.
وأظهرت مشاهد صادمة هدم السلطات أحياء كاملة في مدينة جدة بزعم أنها مناطق عشوائية.
وتبيّن الصور ومقاطع الفيديو التي نشرها ناشطون عمليات هدم جماعية واسعة نُفذت في أحياء بالمدينة، بعد قرارات حكومية بإخلائها.
وتسببت حملة الهدم في جدة بتشريد عشرات آلاف السعوديين، مع بقاء الكثيرين منهم دون مأوى.
وأفادت مصادر حقوقية أن عمليات الهدم شرّدت 7196 نسمة من حي ذهبان، و10906 من حي ثول، و7973 من حي النزهة، و9388 من حي مشرفة، و121590 من حي الجامعة، و44385 من حي الهنداوية.
وأوضحت المصادر أن هناك مناطق أخرى صغيرة سيتم هدمها بالكامل، منها الفاو، والمحاميد، والثغر، وذهبان، ومشرفة، وبني مالك، والقريات، والثعالبة، والشرفية.
ورغم أن عشرات الآلاف من سكان جدة أصبحوا بلا مأوى، إلا أن السلطات اكتفت بالقول إنها ستنظر في طلبات المتضررين وتدرس أحقيتهم.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم بها حكومة محمد بن سلمان بتهجير المواطنين قسريًا من أماكن سكنهم.
ورحّلت حكومة بن سلمان سابقًا قبيلة الحويطات بحجة إنشاء مدينة نيوم، إحدى مشاريع ولي العهد السعودي المعرضة للفشل.
كما رحّلت السلطات مئات الأسر من مناطق أخرى في تبوك بحجة أنها مناطق عشوائية، أو لإقامة مشاريع عليها.
وندد سكان تلك الأحياء بتهجيرهم وعدم إعطائهم مهلة لإيجاد بدائل للسكن عوضًا عن بيوتهم التي تعرضت للإزالة.
وأكد ناشطون خلال مشاركتهم على وسم #هدد_جدة، أن الأحياء التي تعرضت للإزالة تعتبر تراثية، وكان يجب الحفاظ عليها كتراث حضاري، وليس هدمها لإقامة مشاريع استثمارية.