لاقى إعلان مؤسسات حقوقية دولية؛ تدهور الوضع الصحي للممثل السابق لحركة حماس الفلسطينية في السعودية محمد الخضري غضبًا فلسطينيًا واسعًا، في وقت دعت فيه فصائل فلسطينية المملكة إلى الإفراج الفوري عنه.
وأكدت الفصائل الثلاثاء، في تصريحات منفصلة اطلع عليها موقع “الرأي الآخر” أن النظام السعودي يتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الخضري، وعليه فورا الإفراج عنه دون قيد أو شرط.
وقالت عائلة الخضري في بيان لها أمس، إن وضعه الصحي يزداد سوءًا، ولا مجيب لكل نداءات المؤسسات الحقوقية لإطلاق سراحه.
وشددت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين على أن قضية اختطاف الخضري هي سياسية؛ محملةً السعودية المسؤولية الكاملة عن حياة الخضري، مطالبةً إياها بالإفراج الفوري والعاجل عنه.
كما طالبت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، السلطات السعودية بالإفراج الفوري عن الدكتور الخضري، بعد التدهور الخطير الذي طرأ على حياته الصحية.
وحمّل القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، سلطات المملكة ونظامها المسؤولية الكاملة عن حياة الخضري؛ “لأـن استمرار اعتقاله سيجعل وضعه أخطر بكثير مما هو عليه الآن”.
وقالت لجان المقاومة الشعبية إن استمرار اعتقال الخضري وصمة العار على جبين من يدعي العروبة والإسلام، وهي جريمة أخلاقية وسياسية وقيمية.
وأضافت أن اعتقال الخضري يمثل إرهابا للحق الفلسطيني، والسلطات تتحمل المسؤولية الكاملة عن المساس بحياته.
كما أكدت حركة المجاهدين أن استمرار اختطاف الخضري جريمة نكراء تستهدف صمود الفلسطينيين، واستكمال مخطط تصفية القضية الفلسطينية واستهداف رموزها في المناطق المختلفة من العالم العربي.
وتابعت “ما يجري هو ضربة لحقوق الشعب الفلسطيني، وعلى النظام التوقف عن معاداة شعبنا والإفراج الفوري عن الخضري”.
من جانبه، أكد عبد الماجد الخضري شقيق ممثل حماس المختطف بالسعودية أن الوضع الصحي لشقيقه في غاية الخطورة، وقد تعرض لشلل وفقد أسنانه.
وأوضح أن شقيقه يقبع في سجن أبها بمنطقة عسير دون أي مقومات حقيقية للحياة، ويعاني من إهمال متعمد من السلطات أثرت سلبا على صحته.
وبين أنه يعاني من سرطان البروستاتا، وتم اعتقاله أثناء فترة نقاهة كان يستوجب أن يقوم بها بعد عملية صحية خطيرة أجراها.
وحسب عبد الماجد فإن هناك خطة ممنهجة تهدف للقضاء على شقيه الذي يتعرض لظلم وعدوان رغم عدم قيامه بأي خطوة ضد المملكة، وجميع الجهات الأمنية والسياسية كانت على علاقة جيدة معه حتى العام 2010.
من جهتها، أكدّت مضاوي الرشيد العضو المؤسّس في حزب التجمع الوطني السعودي، أنّ استمرار سلطات المملكة في اعتقال ممثل حركة حماس السابق يهدف “لتحقيق مكاسب إسرائيلية وأمريكية”.
وقالت الرشيد إنّ اعتقال الخضري هي رسالة من النظام لإسرائيل وأمريكا، أن المملكة تتشدد في التضييق على حماس وممثليها؛ وهي امتداد لسلسلة عمليات استهدفت قيادات حمساوية من بعض الأنظمة العربية.
وشددت الرشيد على أن اعتقال الخضري تلبية لمطالب خارجية لا تمت للقانون بصلة، “فالرجل دخل السعودية وأقام فيها بطريقة شرعية وبعلم السلطات”.
والشهر الماضي قالت منظمة العفو الدولية إن صحة القيادي في حماس تدهورت مؤخرًا، داعية الملك سلمان للإفراج عنه وعن ابنه هاني.
وقالت المنظمة إن “الحالة الصحية للدكتور محمد الخضري الفلسطيني الجنسية والمعتقل في السعودية، تدهورت بسبب عدم حصوله على الرعاية الصحية الكافية، بما في ذلك العناية بقسطرة المثانة، ما أدى إلى تفاقم ظروف الاحتجاز السيئة”.
وجاء في التقرير أن “الدكتور الخضري (83 عاما) خضع لعملية جراحية وكان يعالج من سرطان البروستاتا عندما اعتقلته السلطات السعودية تعسفيا وابنه الدكتور هاني الخضري، في 4 أبريل / نيسان 2019”.
وأضاف أنه “بعد ذلك بعام واحد تم إحضار محمد الخضري ونجله للمثول أمام المحكمة الجزائية المتخصصة في محاكمة جماعية شابتها انتهاكات جسيمة للإجراءات القانونية، بما في ذلك حرمانه من الاتصال بمحام طوال هذه الفترة”.
واعتقلت السلطات السعودية الخضري وعشرات الفلسطينيين والأردنيين قبل نحو عامين بتهمة “دعم الإرهاب” (المقاومة)، وهو ما ينفيه المعتقلون بشدة.