كتب: أحمد الشيبة النعيمي
انتقل إلى رحمة الله السبت الماضي المفكر الإسلامي السوري جودت سعيد عن عمر ناهز التسعين عاماً تاركاً ثروة فكرية تمحورت حول التفكير السنني وتحفيز الفاعلية عند الفرد المسلم والدعوة إلى تغيير ما بالأنفس والدعوة إلى ترجمة عقيدة التوحيد في الواقع العملي بمحاربة جميع مظاهر الشرك وربوبية البشر لبعضهم بعضا إنطلاقاً من قوله تعالى ” ألا نعبد إلا الله، ولا نشرك به شيئاً، ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله”.
واشتهر الفقيد بكتاباته المثيرة للجدل حول منهج اللاعنف ودعوته للجهاد السلمي ضد الطغيان، ورغم شهرته بالدعوة إلى السلم ورفضه للعنف فقد تعرض للسجن والتعذيب وقضى آخر حياته مشرداً عن وطنه. وفي 2015 اعتذر جودت سعيد عن قبول جائزة من النظام في الإمارات باسم جائزة الحسن بن علي للسلم وقال في رسالة وجهها إلى عبدالله بن بيه المشرف على الجائزة أن السلم الذي يدعو إليه ليس الخنوع للمستبدين مؤكداً أن (السلم واللاعنف هو أعظم الجهاد، إنه ليس طريق الجبناء نحو الخنوع والسكوت والرضوخ للطاغوت، بل طريق الشهادة بالحق وعدم الطاعة في المعصية “كلا لا تطعه واسجد واقترب” إنه طريق صنع الديمقراطية التي هي الرشد والشورى التي ضيعناها في وقت مبكر، إنه سبيل الأنبياء الذين قالوا “ولنصبرن على ما آذيتمونا” حتى يقنعوا الناس بشريعة العدل والإحسان) وقال في آخر الرسالة(إنني اعتذر عن تسلم الجائزة، وعن عدم حضوري، وأشكركم على ثقتكم، وأتمنى أن يخرج الله من أصلابنا من يخدمون هذا الدين ويرفعونه بما بعث الله به رسوله رأساً).
نسأل الله أن يتغمد جودت سعيد بواسع رحمته ويلهم أهله الصبر والسلوان وينفع الأمة بتراثه الفكري وأن يحقق دعوته بأن يخرج من بين أصلابنا من يخدمون هذا الدين ويرفعون بما بعث الله به رسوله رأساً.
المقال يعبر عن رأي كاتبه ولا يعبر بالضرورة عن رأي “الرأي الآخر”