شدوى الصلاح
طالب كلا من الرئيس التونسي السابق الدكتور محمد منصف المرزوقي، والمعارض المصري البارز والمرشح الرئاسي الأسبق الدكتور أيمن نور، في الذكرى الـ65 لميلاد الداعية السعودي الدكتور سلمان العودة، المعتقل في سجون النظام منذ سبتمبر/أيلول 2017، بإطلاق سراحه.
وتحدثا لـ”الرأي الآخر” عن مكانة العودة العلمية والشعبية وتاريخه، وفقدان العالم له منذ الزج به في السجن ضمن حملة اعتقالات سبتمبر/أيلول 2017، التي شنها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عقب شهرين من وصوله لولاية العهد في يونيو/حزيران 2017.
وقال المرزوقي، إن الشيخ سلمان مكانه حول طاولة حوار لتبيان رأيه في الإصلاحات التي يمكن أن توفر على المملكة السعودية المسار الذي عرفته وستعرفه كل الأنظمة الاستبدادية العربية المصرة على حكم أجيال الإنترنت كما لو كانوا أجيال تساس بالشعارات.
وأضاف أن العودة شخصية معتدلة وإصلاحية من رجالات العرب والمسلمين، يحب إطلاق سراحه لا من أجل مصلحته فقط، ولكن من أجل مصلحة السعودية.
وسبق للمرزوقي أن قال في حوار مع “الرأي الآخر”، إن السلطة السعودية إذا كان لديها نية للإصلاح فلابد من إطلاق سراح الإصلاحيين وعلى رأسهم العودة ثم الاستماع إليهم وإلى الحركات الديمقراطية والشخصيات الاعتبارية، لأنهم أعرف بالإصلاحات المطلوبة في المملكة.
وأكد في كلمته بمؤتمر حزب التجمع الوطني السعودي بمناسبة الذكرى الأولى لإنشائه في سبتمبر/أيلول 2021، أن السلطة ليس أمامها خيار إلا الإصلاح أو الثورة، وعليها أن تقبل بالإصلاح وتطلق سراح العودة وتفتح نقاشا مع المعارضة بالخارج التي تمثل صفوة المصلحين.
ووجه المرزوقي، آنذاك التحية للشيخ سلمان العودة المعتقل في السجون السعودية منذ أكثر من ثلاث سنوات، وكل سجناء الحرية، مستعيناً بكلمة العودة البارزة “غداً تطير العصافير” التي قالها في رثاء زوجته.
ومن جانبه، قال نور، إن الشيخ سلمان قيمة إنسانية وفكرية كبيرة ليس فقط في المملكة ولا في الجزيرة العربية، ولكنه قيمة أكبر بكثير من حدود العالم العربي، مضيفا: “العودة الذي أعرفه وأحبه إنسان صادق رقيق عذب خلوق حنون لم أر مثل خلقه”.
وأكد أن العودة لو كان في هذا الزمن أمثاله لكانت هذه المنطقة من العالم في وضع أفضل بكثير، مستطردا: “هذا الرجل الرقيق المهذب العالم المفكر علامة من علامات الحرية، لو يعرف من يقيد حريته قيمته الحقيقة ما تركه لساعة واحدة في سجنه”.
وأوضح نور، أنه تعلم من العودة الإنسانية والحب بمعناه المطلق “الحب من أجل الحب والعطاء من أجل العطاء”، قائلا: “ينفطر قلبي عندما أتصور أن هذا الرجل هناك من يقيد حريته”.
واستنكر على السلطة السعودية استمرار حبس العودة الذي يعد رمزا من رموز الوسطية والاعتدال والإصلاح وتقيد حريته والتلويح بين فترة وأخرى بإعدامه وطالبها بإطلاق سراحه، داعيا الله أن يعيده له ولأبنائه ولأحبائه وتلاميذه وكل من يحترم القيم التي يمثلها العودة.