شدوى الصلاح
أثنى الناشط السياسي البحريني علي مشيمع، نجل المعارض السياسي المعتقل في سجون البحرين حسن مشيمع، بالإضافة إلى معارضين آخرين أبرزهم الأكاديمي الدكتور عبد الجليل السنكيس، على انتقال قضيتهم من رصيف سفارة البحرين -حيث كان يضرب مشيمع متضامنا معهم- إلى قبة البرلمان البريطاني.
وأمس الأول الثلاثاء 1 فبراير/شباط 2022، وقع أكثر من 60 نائبا من مختلف الأحزاب البريطانية عريضة تطالب بإلغاء أحكام الإعدام، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، ومحاسبة المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان والتعذيب بالبحرين، معربين عن قلقهم من استمرار الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في البحرين.
وأضاف مشيمع في حديثه مع “الرأي الآخر” أن تلك الخطوة بلا شك تعّد نقلة كبيرة وذات مدلول سياسي نوعي وكبير، قائلا: “ينبغي هنا أن ندرك أن المشرعين البريطانيين ليسوا هم الحكومة، ولكن أصواتهم مهمة وعلينا أن نواصل العمل بجد ومثابرة لتحقيق أقصى وسائل الضغط”.
وتابع: “نحن نقوم بواجبنا مؤمنين بأن السعي الحثيث لابد أن يثمر بالنتائج المرجوة، ويجب ألا نشعر باليأس والإحباط والتقهقر، وإنما بالفخر والاعتزاز، فالنظام الذي يحكمنا رغم تحالفاته وإمكانياته المادية لم يتمكن من حجب الحقيقة، ولم يستطع منع النواب البريطانيين وغيرهم من أعضاء برلمانات عالمية من الانحياز إلى قضية البحرين بشكل عام والسجناء عموما”.
واستطرد مشيمع: “الصمت ليس خيار بالنسبة لنا، وكل الناشطين والمعارضين لن يدخروا جهداً في نصرة السجناء والتمسك بالحقوق وعدم المساومة على الكرامة والحرية”، معربا عن خشيته على حياة السنكيس المضرب عن الطعام منذ أكثر من 210 يوم رفضا لمصادرة إدارة سجن جو لأبحاثه التي عمل عليها خلال سنوات اعتقاله خلف قضبان السجن”.
وأضاف أن النظام البحريني رغم شعوره بالانزعاج والحرج، إلا أنه يفكر بطريقة متخلفة رجعية، وربما يعتقد أن تحقيق مطالب السنكيس ستظهره بصورة المنكسر والمهزوم، بينما في الواقع فإن مماطلة السلطة توسع دائرة التضامن مع السنكيس وتظهرها للعالم بأنها صاحبة عقلية عدوانية تجاه الكلمة والثقافة وحرية الفكر.
وأكد نجل المعارض السياسي المعتقل في سجون البحرين حسن مشيمع، أن أسلوب النظام لبحريني يفشل أيضا مشاريع التعايش التي روج لها من خلال بعض الأنشطة الخداعة في البحرين وخارجها، موضحا أن والده ما يزال معتقل في أحد المراكز الصحية منذ يوليو/تموز العام الماضي بغطاء العلاج، إلا أنه لا يحصل عليه.
وأوضح أن والده عُرض عليه في سبتمبر/أيلول الماضي، الإفراج عنه بشرط الصمت، ورفض العرض، ومنذ ذلك الوقت ظل معلقا في هذا المركز الصحي الذي يعّده سجن انفرادي حيث يقضي كل وقته في غرفة ولا يجتمع مع أحد، والأمر الوحيد الجيد أنهم يسمحون بزيارة عائلية قصيرة، لكنهم أيضا قطعوا عنه حق الاتصال الهاتفي بعد رفضه عرض الإفراج المشروط.
كان علي مشيمع قد أعلن تعليق إضرابه عن الطعام الذي استمر أكثر من 20 يوماً أمام السفارة البحرينية في بريطانيا في 16 ديسمبر/كانون الأول 2021، تضامنا مع السنكيس ووالده وجميع السجناء السياسيين في البحرين، استجابة لطلب نواب بريطانيين من مختلف الأحزاب، تعهدوا بحمل القضية إلى قبة البرلمان البريطاني.
وخلال فترة إضرابه تضامن معه، كلا من حزب التجمع الوطني السعودي المعارض، ومنظمة القسط لحقوق الإنسان، وشارك ممثلين عنهما المشيمع وقفته الاحتجاجية أمام مقر السفارة البحرينية في بريطانيا، مطلع ديسمبر/كانون الأول 2021.