استنكر سياسيون وناشطون على تويتر، سيطرة فصائل الحشد الشعبي بالعراق، على جميع مفاصل الحياة بمدينة الموصل، حتى باتت مدينة منكوبة مستنزفة لا ينجح فيها أي جهد لإعادة إعمارها بعد أن دمرتها الحرب، مفيدين بأن مليشيات الحشد يساومون ويسرقون سكان الموصل تحت شعارات التحرير وحماية المدنيين.
وأكدوا عبر مشاركتهم على وسم #الفصائل_تستنزف_نينوى، أن ما تقوم به تلك الفصائل، يعد استكمالا للسيناريو الداعشي، ولكن بأسماء وطرق مليشياوية مختلفة، قائلين إن نينوي خرجت من احتلال داعش لتسقط أسيرة للفصائل والمليشيات الإرهابية التي استحوذت على أراضي ومقدرات المحافظة.
وأوضح ناشطون، أن الانتهاكات التي تمارسها الفصائل، مسكوت عنها من قبل الحكومة والإعلام ومن يمثلها في الحكومة والبرلمان، داعيين الحكومة المركزية والمحلية والمؤسسات الرقابية بوضع حد لممارسات فصائل الحشد الشعبي وتجاوزاتهم على الحق العام والخاص في محافظة نينوى.
مرصد أفاد الحقوقي العراقي، أفاد بأن محافظة نينوي شهدت في الربع الأخير من 2021 وشهر يناير/كانون الثاني الماضي، تصاعدا في عمليات وضع اليد من قبل قيادات وعناصر بارزة في فصائل مسلحة على عدد من المشاريع الاقتصادية.
وأشار في بيانه اليوم الخميس، إلى تدخلهم في عمل دوائر ومؤسسات الحكومة الخدمية خاصة في مدن الموصل وتلكيف وسهل نينوى وتلعفر.
ودعا المرصد، الحكومة المركزية والمحلية والمؤسسات الرقابية بمتابعة الفساد والانتهاكات القانونية في الملفات الاقتصادية، مطالبا بوضع حد لممارسات فصائل الحشد الشعبي وتجاوزاتهم على الحق العام والخاص في محافظة نينوى.
وأشار الإعلامي محمد الكبيسي، إلى أن الفصائل المسلحة، سيطرت على مقدّرات نينوى من خلال مكاتبها الاقتصادية، موضحا أنها تمول نفسها عبر ممارسة الضغوط والابتزاز والإتاوات.
فيما أكد الصحفي والإعلامي زياد السنجري، أن محافظة نينوي تلقت خلال السنوات الخمسة الأخيرة، مبالغ بمئات المليارات عبر ست موازنات.
وأضاف أنها حتى الآن بدون إعمار مطارها الوحيد وجسورها التي انشئت قبل احتلال العراق ومستشفياتها ومرافقها وبناها التحتية ومنازل أهلها المدمرة ومصانع ومعامل المدينة، بسبب فساد وسطوة المليشيات.
فيما قال الباحث في الشأن العراقي مجاهد الطائي، إن مقدرات محافظة نينوى ومنافذها الاقتصادية، تحولت إلى رهينة بيد ميليشيات الحشد الشعبي التي تستحوذ على المناقصات والعقود والمشاريع الكبيرة، كما تفرض الإتاوات على التجار في بعض المناطق باسم “حررناكم من الإرهاب”.
كما رأى الصحفي أحمد الجميلي، أن محافظة نينوي أصبحت لا ينجح فيها أي جهد لإعادة إعمارها بعد سيطرة مليشيات الحشد على جميع مفاصل الحياة.
وأشار إلى سرقة ومساومة مليشيا الفصائل، لسكان الموصل تحت شعارات التحرير وحماية المدنيين، بالإضافة إلى ممارسة مكاتبهم عمليات ابتزاز بحق المواطنين هناك دون رادع من الحكومة.
وأوضح ناشط، أن أخر فساد فصائل الحشد الشعبي، كان هدم جدار نينوى الأثري وتوسيع المساحة الفاصلة بين الجدار والشارع التجاري، لبناء محلات ومولات، وبيع الأراضي بسعر خيالي، قائلا: “ولولا المناشدات والإعلام لما توقف المشروع”.