شدوى الصلاح
قال الناشط الحقوقي المصري هيثم أبو خليل، إن مساعي المملكة السعودية لتكون مركزاً للفنون والإبداع بدلاً من القاهرة، من خلال تنظيمها فعاليات ومهرجانات تمنح فيها الفنانين جوائز وتضخم الأحداث إعلامياً وتستخدم الإعلامين الموالين لها في نقل هذه الصورة وترسيخها، في سياسة ممنهجة من دولة ليس لها تاريخ وكل ما تملكه هو فقط النفط.
وأضاف في حديثه مع الرأي الآخر، أن “الأموال الخليجية أو المال الحرام الذي يتم به شراء القوة الناعمة في مصر لا يستخدم فقط لشراء أصوات الفنانين والممثلين فحسب وإنما لسحب البساط من تحت أقدام دولة بحجم مصر”، محذرا من تبعات نقل الفعاليات والمهرجانات من مصر إلى السعودية والإمارات.
وأشار أبو خليل، إلى أن الدولتان الخليجيتان تمكنتا من لفت الأنظار لهما كدول راعية للفن والفنون من خلال أموالهم التي اشتروا بها شبكة علاقات عامة في أوروبا وأميركا ليكون لهم نفوذ يمكنهم من تحقيق أهدافهم، موضحا أن ذلك يأتي نتيجة تراجع الدور المصري بسبب ضعف القيادة غير المؤهلة التي تقود البلاد إلى الهاوية في كافة المجالات.
ولفت إلى أن مصر باتت مكبلة بالديون وأزمات لا حصر لها على رأسها أزمة سد النهضة وتعيش حالة تصحر سياسي وانسداد للأفق مما يترتب عليه حالة من توقف الإبداع وهروبه كما حدث في الحقبة الناصرية التي خرج خلالها كثير من الفنانين إلى لبنان وغيرها من الدول الأخرى خشية مقص الرقيب والخوف من أي عمل فني.
وأرجع أبو خليل، ما يحدث في مصر من ضعف للدور الريادي في الفن والإبداع إلى احتكار الشركة المتحدة التابعة للجيش لكل الأعمال الفنية مما يدفع الفنانين للجوء إلى طريق آخر متمثل في “طريق الكفيل”، وباتوا يعيشون بين “سندان الكفيل ومطرقة المتحدة” التي يضيع بينهما الإبداع وتتراجع مكانة مصر.
يشار إلى أن الساحة الفنية شهدت مؤخرا توترا بين رئيس الهيئة العامة للترفيه السعودي تركي آل الشيخ والفنان المصري محمد صبحي، بعد تصريحات للأخير في أحد البرامج التلفزيونية كشف فيها عن رفضه لعرض مسرحي في الرياض بملايين الدولارات، اعتراضًا منه على تقديم الفن تحت شعار “الترفيه”، قائلا إنه ليس “مرفهاتي”.
ورأى أن سفر بعض الفنانين المصريين إلى السعودية فيه مبالغة، ولا سيما أن بعضهم يقدم أعمالًا “قد يسيء بعضها إلى الفن”، ورد الأمير عبد الرحمن بن مساعد على صبحي، مستنكرًا ما قاله، معتبرًا أن تلك التصريحات “إساءة غير مبررة”، بينما دخل آل الشيخ على الخط، حيث هاجمه ووصفه بـ”المشخصاتي”.
وأشار إلى أنه يرغب بالتعرف على الشخص الذي عرض عليه “الملايين” للكشف عن “قواه العقلية”.
وبدورها، أصدرت نقابة المهن التمثيلية المصرية بياناً انتقت فيه كلماتها بدقة، إذ أكدت أن صبحي قيمة فنية، وأن أعماله تعد جزءاً من تاريخ الإبداع المصري، ولا يمكن المساس بقيمته، وأن كل هيئة ثقافية إبداعية ترفيهية في أي دولة شقيقة تضع سياساتها أو مسمياتها، وأن هذا يجب أن يحترم من الجميع ولا يجب أن يكون هناك أي تدخل في هذا الشأن.
وأشارت إلى أن التقدير الذي يلقاه ويلمسه الفنانون المصريون في بلدهم الثاني المملكة العربية السعودية أمر يدل على رقي وتقدير للفن والفنانين المصريين، وهو مقدر جداً من النقابة.