يزور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الإمارات للمرة الأولى منذ نحو عقد من الزمان، مع بوادر تحسن العلاقات بين الجانبين.
وفي حديثه بمؤتمر صحفي بمطار أتاتورك في اسطنبول يوم الاثنين، قال الرئيس إن الزيارة تهدف إلى تشكيل الخمسين عاما المقبلة من “الصداقة والأخوة مع الإمارات”.
وأضاف أردوغان “لا نعتبر أمن واستقرار كل الدول الشقيقة في منطقة الخليج منفصلين عن بلادنا”.
ومع اقتراب أحجام التداول من 8 مليارات دولار، تعد الإمارات من بين الشركاء التجاريين الرئيسيين لتركيا.
وأشار أردوغان إلى أن “الإمارات هي عاشر أكبر سوق في قطاع المقاولات الخارجية في تركيا”.
أما أنور قرقاش مستشار رئيس دولة الإمارات فقال، في تغريدة على تويتر، إن زيارة أردوغان – الأولى منذ 2013 – “تفتح صفحة جديدة وإيجابية في العلاقات الثنائية”.
ولسنوات، توترت العلاقات بين تركيا والإمارات الغنية بالطاقة، حيث دعم البلدان الأطراف المتصارعة في النزاعات الإقليمية وتنازعتا بشأن قضايا أخرى مثل التنقيب عن الغاز في شرق البحر المتوسط.
لكن التوترات خفت بعد أن سافر ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد إلى أنقرة في نوفمبر تشرين الثاني في أول زيارة رفيعة المستوى منذ 2012.
وبعد تلك الزيارة، أعلنت الإمارات عن صندوق بقيمة 10 مليارات دولار للاستثمارات في تركيا.
كما وقع البلدان 10 اتفاقيات أمنية واقتصادية وتكنولوجية، بحسب وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية (وام).
وتأتي زيارة أردوغان في الوقت الذي تواجه فيه الإمارات تهديدًا متزايدًا من الحوثيين في اليمن، الذين شنوا في الأسابيع الأخيرة سلسلة من الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة على الدولة الخليجية ودفعوا إلى زيادة التعاون الدفاعي مع الولايات المتحدة وفرنسا.
وكانت العلاقات بين تركيا والإمارات متوترة بشكل خاص بعد أن قطعت السعودية والإمارات والبحرين جميع الروابط مع قطر- حليف وثيق لأنقرة- في عام 2017، قبل أن تعود العلاقات في يناير 2021.
وفي مقال رأي نُشر في صحيفة “الخليج تايمز” الإماراتية الصادرة بالإنجليزية في نهاية هذا الأسبوع، قال أردوغان إن تركيا تريد تعزيز التعاون مع الإمارات على عدة جبهات، بما في ذلك “تغير المناخ، والمياه، والأمن الغذائي”.
وكتب: “سيكون لهذا التعاون انعكاسات إيجابية ليس فقط في العلاقات الثنائية ولكن أيضًا على المستوى الإقليمي”.
وذكر أنه يعتقد أن البلدين قادران على المساهمة في السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي.