أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الثلاثاء، أن “موسكو أُبلغت بأن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي في المستقبل القريب، لكن بلاده لا تعتقد بأن هذا ضمان جيد بما يكفي وتريد حل المسألة برمتها الآن”.
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك في موسكو بعد محادثات بوتين مع المستشار الألماني أولاف شولتس، وقال الرئيس الروسي: “نريد حل موضوع انضمام أوكرانيا إلى الناتو اليوم وليس غداً”.
وأضاف أن “موسكو لا تريد حرباً في أوروبا”، ووصف الوضع في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا بأنه “إبادة جماعية”، داعيا إلى حل النزاع هناك من خلال تحقيق السلام.
وأعلن بوتين، أن بلاده “قررت سحب قواتها جزئياً من المناطق القريبة من أوكرانيا”، وأنها “ترى مجالاً لمزيد من المناقشات مع الغرب بشأن مطالب موسكو الأمنية”.
من جهته، قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا: “تمكنا نحن وحلفاؤنا من الحؤول دون قيام روسيا بمزيد من التصعيد، نحن في منتصف شباط/فبراير ونرى أن الدبلوماسية لا تزال مستمرة”.
وأمس الإثنين، قال سفير أوكرانيا لدى بريطانيا فاديم بريستايكو، إن “كييف قد تتخلى عن سعيها للانضمام لحلف الناتو لتجنب الحرب مع روسيا، فيما سيكون تنازلاً كبيراً لموسكو”.
وأضاف أن بلاده “مستعدة لإبداء المرونة بشأن انضمامها لحلف الأطلسي، وهي خطوة قال عنها بوتين إنها قد تشعل حربا”، بحسب موقع بي بي سي.
وعقب تصريحات بريستايكو، أكد نائب وزير الخارجية الأوكراني، أن “تصريحات سفيرنا في لندن حول التخلي عن عضوية الناتو لمنع الحرب خرجت عن سياقها”.
كما أفاد المتحدث باسم الرئيس الأوكراني، بأن “مساعي الانضمام لحلف الناتو والاتحاد الأوروبي منصوص عليها في دستور البلاد وستظل أولوية مطلقة”.
ومنذ نهاية العام الماضي، حشدت موسكو قرابة 110 ألف جندي على طول حدودها مع شرق أوكرانيا، وسط تحذيرات أمريكية وأوروبية بفرض عقوبات اقتصادية وخيمة في حال غزت القوات الروسية كييف.
وفي غضون ذلك التصعيد، أعلنت روسيا إجراء مناورات بحرية في شبه جزيرة القرم، إضافة إلى تدريبات عسكرية مشتركة مع جارتها الحليفة بيلاروسيا، يشارك فيها نحو 30 ألف عسكري روسي.
كما نشرت شركة ماكسار تكنولوجيز الأمريكية، الخاصة بالأقمار الصناعية، صورا تشير إلى وجود أنشطة عسكرية روسية في عدة مواقع قريبة من أوكرانيا، في روسيا البيضاء وغرب روسيا وشبه جزيرة القرم، التي استولت عليها موسكو.
وأوضحت الشركة، أن عمليات نشر جديدة واسعة جرت لقوات وطائرات هليكوبتر هجومية، فضلا عن نشر طائرات مقاتلة وقاذفات وطائرات هجوم أرضي في مواقع أمامية.