كشفت صحيفة نيويورك تايمز، وصحف أخرى عن بيانات مصرفية لعدد من القادة والمسؤولين العرب، في بنك “كريدي سويس” السويسري، المتهم باستقباله أموالا مرتبطة بالجريمة والفساد، وبلغ مجموع الحسابات التي تسربت بياناتها للصحف، 18 ألف حساب.
وأشارت البيانات إلى أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، يمتلك ستة حسابات في البنك، أحدهم تجاوز رصيده فيه الـ224 مليون دولار.
وقالت إن من بين الأسماء الواردة، علاء وجمال، نجلي الرئيس المصري المخلوع محمد حسني مبارك، إذ كان لديهما حساب بقيمة 196 مليون دولار، موضحة أنه كان لديهما ستة حسابات أيضا، وأن الرقم 196 مليون دولار، يعود للعام 2003.
ولفتت البيانات، إلى أن رئيس المخابرات المصري السابق عمر سليمان، ورجل الأعمال المقرب من مبارك حسين سالم، أيضا كانوا من ضمن البيانات المسربة.
كما ورد اسم رئيس كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، من ضمن القائمة، بالإضافة إلى مسؤولين فنزويليين.
بدوره، لفت موقع “الجريمة المنظمة والفساد OCCRP”، إلى أن هذه البيانات تعود لحسابات تم رصدها في الفترة بين أربعينيات القرن الماضي والعام 2010.
ورفض مصرف “كريدي سويس” في بيان هذه الاتهامات، مشددا على أن البيانات المنشورة “جزئية وغير صحيحة وأخرجت من إطارها ما يقدم صورة منحازة عن إدارة الشؤون”.
وقال إن “أكثر من 90 بالمئة من الحسابات المعنية أقفلت الآن، ونحو 60 بالمئة منها تم إقفاله قبل العام 2015″، مشيرا إلى أنه “يجري تحقيقا” بشأن تسريب البيانات هذه.
فيما أكدت وسائل الإعلام المشاركة في نشر التسريبات، أن الممارسات التي كشفها التحقيق لا تزال سارية في داخل المصرف وتشارك فيها مباشرة الإدارة العليا للمصرف.
وكان المصرف السويسري، قد اهتز في مارس/آذار الماضي بإفلاس شركة “غرينسيل” المالية التي استثمرت فيه حوالي عشرة مليارات دولار من خلال أربعة صناديق، ومن ثم من انهيار صندوق “آرتشيغوس” الأمريكي الذي كلف المصرف خمسة مليارات دولار
وتهز سلسلة من الفضائح “كريدي سويس” ثاني أكبر المصارف السويسرية منذ سنة.
وفرضت عليه السلطات الأمريكية والبريطانية غرامات بقيمة 475 مليون دولار بسبب منحه قروضا لمؤسسات عامة في موزمبيق كانت في صلب فضيحة فساد، في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.