نفت أوكرانيا، رسميا إرسال “مخرّبين” إلى روسيا بعدما قالت موسكو إنها قتلت 5 منهم على أراضيها، وهو إعلان يهدد بتصاعد التوترات المحتدمة أصلا بين البلدين المجاورين.
وقال مسؤول بوزارة الداخلية الأوكرانية، اليوم الإثنين: “لم يعبر أحد من جنودنا الحدود مع روسيا، ولم يقتل أي منهم”.
فيما صرح جهاز الأمن الروسي بأن قصفا من الجانب الأوكراني أصاب ودمّر نقطة لحرس الحدود داخل الأراضي الروسية على بعد 150 مترا عن الحدود مع أوكرانيا، ولم يشر إلى سقوط أي ضحايا جراء القصف.
واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين القوات الأوكرانية بقتل مدنيين من خلال قصف مناطق سكنية في شرق أوكرانيا الخاضعة لسيطرة الانفصاليين.
وأعلن الجيش الأوكراني تسجيل 32 خرقا من قبل المسلحين في دونباس منذ صباح اليوم الإثنين، حيث اتهم الانفصاليين بنصب معداتهم العسكرية الثقيلة في المناطق المأهولة، وقرب الأبنية السكنية، ونفى استهداف البنية التحتية.
وقال مراسل الجزيرة إن دوي قصف مدفعي عنيف سُمع في محيط مطار دونيتسك والأحياء الغربية من المدينة.
وأعلنت الشرطة الأوكرانية أن جنديين قتلا في زايتسيف، وهي قرية تقع على بعد 30 كلم شمال دونيتسك (معقل الانفصاليين)، وعلى مقربة من المكان حيث قتل مدني في هجوم آخر الإثنين.
من جهتهم، أعلن “الانفصاليون” في شرق أوكرانيا وقوع ضحايا في صفوف المدنيين والعسكريين جراء القصف المتواصل والعنيف من قبل القوات الأوكرانية، وأشاروا إلى استهداف المناطق السكنية 9 مرات بقذائف هاون من عيار 120 مليمترا، المحظورة بموجب اتفاقيات مينسك.
وقال وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو إن نحو 60 ألف عسكري أوكراني يتمركزون بالقرب من حدود لوغانسك ودونيتسك.
وأبلغ شويغو الرئيس بوتين اليوم الإثنين بأن أوكرانيا حشدت قوات كثيرة بالقرب من مناطق “الانفصاليين” في شرق البلاد، وربما تستعد لمحاولة استعادتها بالقوة، وهو أمر نفته كييف مرارا، واتهم شويغو أوكرانيا بتكثيف قصفها لهذه المناطق.
وأوضح أن إعلان كييف رغبتها بالعودة لتكون قوة نووية أمر خطير جدا، مؤكدا أن لدى أوكرانيا إمكانات لصناعة أسلحة نووية أكبر من إيران وكوريا الشمالية.
من جهتها، صرحت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) بأنها تتوقع خسائر كبيرة على الأرض في أوكرانيا إذا حدث الغزو، وكذلك خسائر في صفوف الروس.
وأضاف البنتاغون أنه ما زال يشهد حشد قوات قتالية كبيرة على الحدود مع أوكرانيا، مبرزا أن بوتين إذا اختار الذهاب إلى أوكرانيا بقوات كبيرة فستكون النتيجة دموية. وقال البنتاغون إن الدبلوماسية لا تزال ممكنة رغم أن الوقت ينفد.
وقال 3 مسؤولين غربيين إن المخاوف الغربية من غزو روسي لأوكرانيا زادت في الأيام القليلة الماضية، وإن التوقعات قاتمة على ما يبدو.
في الوقت نفسه، دعت السفارة الأميركية في موسكو مواطنيها لإعداد خطط تأمين وإجلاء شخصية، لا تعتمد على حكومة الولايات المتحدة.
وقالت السفارة إنه كانت هناك تهديدات بشن هجمات على مراكز التسوق ومحطات السكك الحديد والمترو وتجمعات عامة في مناطق حضرية رئيسة، بما في ذلك موسكو وسان بطرسبورغ، وكذلك في مناطق التوتر المتصاعد على طول الحدود الروسية الأوكرانية.
وجددت السفارة دعوتها رعاياها لمغادرة أوكرانيا على الفور، وقالت -في بيان- إن الوضع الأمني في أوكرانيا “ما زال غير قابل للتنبؤ، وقد يتدهور من دون سابق إنذار”.
وأشار البيان إلى وجود احتمال قوي يرجح أن تؤدي أي عمليات روسية إلى تقييد السفر جوا.
وبسياق متصل، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتراف بلاده باستقلال المنطقتين الانفصاليتين في أوكرانيا، دونيتسك ولوغانسك، ووقع على مرسومين باعتراف روسيا بالجمهوريتين، طالبا من البرلمان الروسي الاعتراف الفوري بهذا القرار.
من جهته، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن اعتراف روسيا باستقلال دونيتسك ولوغانسك يعتبر انتهاكا لوحدة أراضي أوكرانيا.
كما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية إن هذا الاعتراف خرق للقانون الدولي وسيادة أوكرانيا، فيما توعد الاتحاد الأوروبي برد حازم على ما قامت به موسكو.
وكان بوتين عقد، اليوم الإثنين، اجتماعا طارئا لمجلس الأمن القومي الروسي، بحث فيه آخر التطورات السياسية والعسكرية والإنسانية المتعلقة بالأزمة الأوكرانية، وكشف أن قرار الاعتراف بانفصال إقليمي لوغانسك ودونيتسك عن أوكرانيا سيتخذ اليوم.
وقال الرئيس الروسي -في كلمته التي ألقاها أمام أعضاء المجلس- إن روسيا تواجه “تهديدا جديا وكبيرا جدا” على خلفية الأزمة الأوكرانية، معتبرا أن كييف ليست جاهزة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO).
وأفاد بوتين بأن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغه أن القيادة الأوكرانية جاهزة لتطبيق اتفاقيات مينسك.
من جانبه، أبدى رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين تأييده الاعتراف باستقلال إقليم دونباس، موضحا أن موسكو مستعدة اقتصاديا لمواجهة أي تصعيد.
كما قال وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف إنه لا يرى طريقا آخر غير الاعتراف باستقلال دونباس، وهذا سيكون إشارة قوية لكل العالم.
وقال وزير الدفاع سيرغي شويغو إنه “يجب الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك”، في حين قال وزير الداخلية فلاديمير ألكسندروفيتش كولوكولتسيف “أؤيد الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك ضمن كامل حدودهما الإدارية قبل نزاع 2014”.
أما سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي، فقد اعتبر أن “الطريق الوحيد لحماية دونباس هو الاعتراف باستقلاله عن أوكرانيا”.
وكشف الرئيس الروسي بعد توصيات أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي أن القرار بشأن الاعتراف بلوغانسك ودونيتسك سيتخذ اليوم.
وكان زعيما المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا دعوا -اليوم الإثنين- الرئيس الروسي إلى الاعتراف باستقلالهما وإقامة “تعاون دفاعي” معهما.
وأطلق هذه الدعوة المنسقة -التي بثت عبر التلفزيون الروسي- زعيم “جمهورية دونيتسك الشعبية” دينيس بوشيلين وزعيم “جمهورية لوغانسك الشعبية” ليونيد باسيتشنيك.
من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن الغرب رفض مقترحات موسكو الأساسية، بما في ذلك ضمان عدم توسع الناتو شرقا، قائلا إنه “يتم تجاهل مطلبنا بشأن عدم تعزيز أمن دول على حساب دول أخرى”.
وكشف لافروف عن لقاء مرتقب مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في جنيف الخميس المقبل.
من جهتها، أوضحت الرئاسة الفرنسية اليوم الإثنين أن عقد قمة بين الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين لبحث الأزمة الأوكرانية أمر ممكن، لكن يتعين على بوتين أن يتخذ قراره بشأن عقدها.
وأضاف الإليزيه أنه من الممكن التوجه نحو عقد قمة تجمع الأطراف المعنية بالأزمة الروسية الأوكرانية، وشدد على أن الوضع لا يزال خطرا جدا.
كما قالت باريس أيضا إن وزيري خارجية البلدين سيحضّران للقمة خلال اجتماعهما المقرر الخميس المقبل، على أن تعقب هذه القمة قمة موسعة تبحث قضايا الأمن والاستقرار الإستراتيجي في أوروبا.
وقد أكد البيت الأبيض قبول الرئيس جو بايدن عقد قمة مع بوتين ما لم يحدث غزو روسي لأوكرانيا.
.وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي إن واشنطن ملتزمة بمتابعة المسار الدبلوماسي إلى أن يبدأ الغزو الروسي لأوكرانيا، مضيفة أنها مستعدة دوما للدبلوماسية، لكنها مستعدة أيضا لفرض عقوبات وخيمة وسريعة إذا اختارت روسيا الحرب.
وقال البيت الأبيض إنه يبدو أن روسيا تواصل الاستعدادات حاليا لشن هجوم واسع النطاق على أوكرانيا في وقت قريب جدا.
في المقابل، أفاد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف بأنه لا توجد أي خطط حاليا لعقد لقاء بين الرئيسين بوتين وبايدن.
ولم يستبعد بيسكوف، في الوقت نفسه، إجراء اتصالات بين الرئيسين في أي لحظة عند الضرورة، سواء عبر الهاتف أو عبر لقاء شخصي.
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا دعم بلاده لعقد قمة بين بايدن وبوتين.
أوروبيا، قال الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الاتحاد يؤيد مبادرة عقد محادثات بين واشنطن وموسكو بشأن أوكرانيا.
كما نقلت وكالة “رويترز” عن متحدث باسم الحكومة الألمانية أن المستشار الألماني أولاف شولتز سيتحدث هاتفيا مع الرئيس الروسي.