أكد حزب التجمع الوطني السعودي المُعارض، يوم الخميس، أن قرار الحرب في اليمن كان قرارًا فرديًا، ولم يتخذه الشعب السعودي، مشددًا على أن عملية سلام في البلد الذي مزقته الحرب يجب أن تشمل إعادة بنائه.
وشدد الأمين العام للحزب يحيى عسيري، خلال مؤتمر صحفي بالذكرى السادسة للحرب في اليمن، على وجود إخفاق سياسي وعسكري في السعودية، لافتًا إلى أن “مَن اتخذ قرار الحرب لم يُحسن إدارة الملفات السياسية ولا العسكرية”.
وقال إن: “الشخص الذي يتخذ قرارًا شخصيًا كالدخول في حرب لا يعبئ بمصالح الشعب”.
وأشار عسيري إلى أن الحرب كلّفت المملكة واليمن أرواحًا عديدة، في وقت لم تكن هناك شفافية في نشر أعداد الجرحى أو القتلى.
وأضاف “قرار الحرب لم يكن سليمًا، ليس لأنه كان خاطئًا فقط؛ بل لأنه كان قرارًا فرديًا وشخصيًا ولم يكن بناء على حقوق أو عدالة “
وذكر أن “قرار الحرب كان مفتعلًا، في وقت كان هناك جدل في مؤسسات الدولة عليه”.
وأكد أن “قرار الحرب كان بقرار من السلطة وليس للشعب أي قرار في ذلك”
وتابع أنه “لا يمكن لأي طاغية أن يتبرع برعاية مصالح الناس، إذا لم يكن الناس جزء من أي قرار يصدر”.
ولفت إلى أنه “كان يجب أن يكون خيار السلام قبل الحرب”، داعيًا الجميع إلى الرجوع لطاولة المفاوضات.
واستنكر عسيري استهداف الحوثيين المنشآت المدينة والحيوية في المملكة، في وقت أدان استهداف المدنيين في اليمن.
أما مضاوي الرشيد العضو المؤسس في حزب التجمع الوطني فشددت على أن “أي عملية سلام غير مصحوبة بتعهد بدعم اليمن ماديًا وإعادة بناء اقتصاده المتهالك وإعادة الحياة ستكون سببًا في استمرار الحرب؛ لأن هناك أطرافًا خارجية حريصة على استمرار نشر المقاتلين في المنطقة”.
وأضافت، خلال المؤتمر الصحفي، “يجب أن تكون مبادرات السلام في اليمن تحت رقابة مؤسسة مستقلة كالأمم المتحدة وألا تكون طرفا في الحرب”.
وبشأن مبادرة السعودية لوقف إطلاق النار في اليمن، قالت الرشيد إن حزب التجمع يرى أنها “نابعة من الوضع اليائس الحاصل في السعودية، عوضًا عن الانتصار الذي كان متوقعا ورُوج له في الإعلام”.
ودعت للعمل على مشروع إعادة بناء اليمن لأنه الدولة تدمّرت شعبيًا ومؤسساتيًا.
ورأت أن “المخرج من هذه الحرب يكون بالحوار لكن يجب أن ترعاه جهة عالمية غير منخرطة في الصراع”.
وأكدت ضرورة الحوار بين السعودية وايران لحل أي خلاف بينهم، عوضًا عن دفع الدول في المنطقة العربية ثمن النزاع بينهما.
وأكدت الرشيد أن المسؤولية الأخلاقية تقع على السعودية وحلفائها لإعادة بناء اليمن”.
وقالت: “رسالتنا للشعب السعودي أن هذه الحرب ليست حربنا، تضرر منها اقتصادنا وخسرنا العديد من الأرواح والقرى في الحد الجنوبي”.
وحمّلت السياسية المُعارضة “مَن قاد السعودية إلى الحرب المسؤولية الوحيدة عن تدمير اليمن بعد أن تخلى عنه حلفاؤه”.
وتابعت “اعتقد الملك سلمان وابنه أنه مع إعلان الحرب يستطيع أن يحشد أولًا أسرته خلف المنصب الجديد لابنه، وكذلك يحشد المجتمع”.
وأشارت إلى أن الحرب في اليمن “شُنت تحت غطاءين: الأول إقليمي بعمل تحالف مع دول عربية وغير عربية، والثاني المجتمع الدولي”.
وأوضحت أن الحرب استنزفت الموارد السعودية، وخرجت تكلفتها وإحصائياتها من تقارير دولية دون وجود أي نوع من البيانات التي تبين أعداد السعوديين الذين يدعمون قرار الحرب”.
ولفتت الرشيد إلى أن “قلة المعلومات وانعدام المصادر المستقلة في الجانب السعودي يعني أننا ما زلنا نجهل ما كلفتنا هذه الحرب، وكم تنفق السعودية عليها، ولا عدد أفراد الجيش أو المدنيين الذين تم استهدافهم”.
وأكدت اعتقال عدد من الصحفيين في السعودية بسبب تعبيرهم عن “ترددهم في دعم جهود شن هذه الحرب”.
وشددت على أن حزب التجمع الوطني رفض الحرب منذ يومها الأول قبل ٦ سنوات؛ لأن قرار دخولها لم يكن نتيجة عملية ديمقراطية”.
وأضافت “بدلًا من حماية الحدود السعودية وصلت هجمات وصواريخ الحوثي إلى العمق السعودي واستهدفت المدنيين ومنشآت نفطية حيوية، والتي تعتبر مهمة ليست فقط للسعودية بل للاقتصاد والسوق الدولي”.
وذكرت أن “النظام السعودي يزعم أن الحرب انطلقت لإعادة الحكومة الشرعية للعاصمة اليمنية، ولكن الآن وبعد ست سنوات من الحرب مازال الرئيس اليمني المنفي في السعودية”.