يزيد الارتفاع المتزايد في الإصابات بفيروس كورونا المستجد في اليمن من الضغط على النظام الصحي المتردي في بلد مزقتها الحرب، في وقت لم يتلقَ أي يمني لقاح كورونا حتى اليوم.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” الخيرية إن أعدادًا كبيرة من مرضى كورونا تتدفق إلى المستشفيات بوضع صحي خطير، وتتطلب دخول المستشفى.
ودعا رئيس بعثة المنظمة في اليمن رافائيل فيشت جميع المنظمات الإنسانية الطبية الموجودة في اليمن إلى توسيع نطاق الاستجابة الطارئة لفيروس كوفيد -19 بشكل عاجل.
وأكد فيشت أن جميع جوانب الاستجابة لكوفيد-19 تحتاج إلى دعم دولي أكبر، من وسائل الصحة العامة إلى التطعيمات إلى العلاج بالأكسجين.
ويمزق الصراع اليمن منذ عام 2014، عندما سيطرت جماعة الحوثي المسلحة على أجزاء كبيرة من البلاد، بما في ذلك العاصمة صنعاء.
وتصاعدت الحرب بشكل كبير في مارس 2015 عندما تدخل تحالف من دول المنطقة بقيادة السعودية والإمارات في محاولة لاستعادة الحكومة المعترف بها دوليًا، والتي أطاح بها الحوثيون.
وقُتل ما لا يقل عن 130 ألف شخص في القتال، من بينهم ما لا يقل عن 13 ألف مدني، وفقًا لمشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح.
ودفع الصراع البلاد إلى حافة المجاعة، حيث وصفت الأمم المتحدة الوضع بأنه أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
وأغلقت عديد البرامج الإنسانية، بما في ذلك المواد الغذائية، والطبية العام الماضي بسبب نقص التمويل، وهو ما فاقم الأزمة في بلد يعتمد أكثر من ثلثي سكانه على المساعدات.
وفي أوائل مارس/ آذار، ناشدت الأمم المتحدة المانحين لتوفير 3.85 مليار دولار، ولكن لم يتم تقديم سوى 1.7 مليار دولار.
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عدم توفير المانحين الأموال المطلوبة، مؤكدًا أن ذلك “عقوبة إعدام” بحق اليمنيين.
وقالت المنسقة الطبية لمنظمة أطباء بلا حدود في اليمن لاين لوتنس إن العديد من المرضى في حالة حرجة ويحتاجون إلى مستويات عالية جدًا من الأكسجين والعلاج.
وأشارت إلى أن بعض الحالات تحتاج علاجًا في وحدة العناية المركزة، وهو أمر صعب من الناحية الفنية ويتطلب مستويات عالية من الرعاية.
وأعلنت اليمن عن 3900 إصابة بالفيروس و 830 حالة وفاة، لكن خبراء يقولون إن العدد الحقيقي أكبر من ذلك بكثير.
ودعت اللجنة الوطنية العليا للطوارئ في اليمن الحكومة إلى “إعلان حالة الطوارئ الصحية في جميع المحافظات”.
كما طالبت اللجنة الحكومة بتجهيز المراكز الصحية والمستشفيات، وتزويد الكادر الطبي بمعدات الوقاية الشخصية، في محاولة للحد من تفشي الفيروس.
وأكد رافائيل فيشت أن لقاحات فيروس كورونا لم تصل أي يمني حتى الآن، في وقت نجحت بعض البلدان في تلقيح نصف سكانها.
واليمن من بين الدول التي تنتظر تلقي جرعات من كوفاكس، وهي منصة دولية تعمل على إيصال ملياري جرعة من اللقاحات مجانًا إلى أفقر دول العالم.
وأكدت اليونيسف أن مجموعة من اللقاحات ستصل اليمن الأسبوع المقبل من أجل بدء استخدامها في عملية التطعيم.