بعد عدة اتصالات هاتفية بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الكيان الصهيوني المحتل إسحاق هرتسوغ، وبدعوة من أردوغان في يناير/كانون الثاني الماضي، توجه الرئيس الصهيوني أمس الأربعاء إلى أنقرة في زيارة رسمية، حيث استقبلته السلطات التركية استقبال مهيب.
ولاقى استقبال أردوغان، للرئيس الصهيوني ردود فعل مستنكرة على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أكد سياسيون وناشطون على تويتر، أن احتفاء أنقرة بزيارة هرتسوغ شيء مؤسف ومخزي، وأنه غير مبرر على الإطلاق.
وشددوا عبر مشاركتهم على وسم #التطبع_خيانة، وتغريداتهم على حساباتهم الشخصية، على أن التطبيع الذي تفرضه بعض الأنظمة الإسلامية والعربية على شعوبها مع الكيان الصهيوني الغاشم الذي يواصل انتهاكاته بحق الشعب الفلسطيني، والمقدسات الفلسطينية مرفوض شكلا وموضوعا.
وأشار ناشطون، إلى أنه خلال المؤتمر الصحفي الذي جمع أردوغان بالرئيس الصهيوني، لم يواجه الأخير من الصحفيين الأتراك أي أسئلة عن أحقية الفلسطينين بالأقصى، أو بالقدس المحتلة، أو عن ما يحدث بحي الشيخ جراح.
وتوترت العلاقات الدبلوماسية بين تركيا والكيان الصهيوني، إلى أدنى مستوى لها في 2018، عندما طرد البلدان السفيرين في نزاع بسبب قتل قوات الاحتلال لـ60 فلسطينيًا خلال مسيرات العودة على حدود قطاع غزة.
وأدى ذلك إلى توقّف مصالحة تدريجية على مدار سنوات في أعقاب خلاف بعد مهاجمة الاحتلال عام 2010 سفينة مساعدات كانت في طريقها إلى غزة أسفرت عن مقتل 9 ناشطين أتراك، وتوفي ناشط عاشر أصيب في الحادث عام 2014 بعد أن ظل سنوات في غيبوبة.
الأمين العام لحزب التجمع الوطني دكتور عبدالله العودة، كتب أن التطبيع خيانة بغض النظر عن الدولة أو المطبع، وأكد أن شعوبنا وضمائرنا لن تقبله في كل زمان ومكان.
فيما قال الأمين العام السابق لحزب التجمع الوطني يحيى عسيري، إن الهرولة تجاه التطبيع واعتبار تهجير وقتل الشعب الفلسطيني وكأنه أمر طبيعي سواء من العرب أو ما يحدث حاليا في تركيا شيء مخزي، مضيفا أن فشل القيادات في دعم القضية الفلسطينية لا يعني بيع القضية، بل يعني تغيير القيادات.
كما لفت عضو حزب التجمع الوطني علي عسيري، إلى ضرورة أن يرافق عتبنا واستنكارنا على الحكومات التي طبّعت حديثًا مع الكيان الصهيوني عتب واستنكار مما يفعله أردوغان من تواطؤ فريد مع الكيان الص ثمهيوني.
ورأى أستاذ العلوم السياسية الدكتور عبدالله الشايجي، أن استقبال أردوغان للرئيس الصهيوني، سقطة لن تغير طبيعة الكيان المحتل واحتلالها للأراضي الفلسطينية، وعدوانها على الشعب الفلسطيني، مشددا على أن تطبيع الدول العربية والإسلامية،وأولهم تركيا منذ عام 1949مع الكيان الصهيوني مرفوض.
وأكد الإعلامي القطري جابر الحرمي،أن التطبيع المجاني الذي تعطيه الدول العربية والإسلامية للكيان الصهيوني، هي التي تدفع الصهاينة لممارسة هذه الغطرسة، ومواصلة انتهاكاته بحق الفلسطينيين.
يشار إلى أن الأحزاب التركية، نظمت احتجاجات في 81 مقاطعة تركية؛ لرفض زيارة الرئيس الصهيوني لبلادهم، حيث رددوا في هتافاتهم «لا نريد المحتلين في بلادنا»، و«لا نريد هرتسوج في بلادنا»، بحسب إعلام تركي..