منذ وصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إلى منصبه عام 2017، فرض النظام السعودي الكثير من الضرائب على السلع في المملكة، وذلك لسد فجوة الميزانية التي أرهقتها مشاريع ولي العهد إرضاء لغروره.
وفي يناير/كانون الثاني 2018، فرضت الحكومة السعودية ضريبة القيمة المضافة بقيمة 5%، وادعت أن سبب ذلك الضغوط الاقتصادية وانخفاض أسعار النفط، ثم جرى زيادتها إلى 15% في يوليو/تموز 2020، جراء تداعيات جائحة كورونا.
وعقب صدور قرار رفع قيمة الضريبة، برر بن سلمان، الحاكم الفعلي للسعودية، أهميته وقال إنه “على علم بأنه قرار قاسي وعسير على المدى القصير، ولكنه يحمل ثمار جيدة على المدى البعيد”.
وفي مطلع الأسبوع الجاري، أعلنت السعودية رفع معظم القيود المفروضة لمكافحة جائحة فيروس كورونا، بما في ذلك وضع الكمامات والتباعد الاجتماعي في الأماكن العامة والحجر على بعض المسافرين القادمين إلى المملكة.
كما شهدت أسعار النفط قفزة غير مسبوقة، إذ وصلت إلى أكثر من 139 دولارا للبرميل، إثر تداعيات الغزو الروسي على أوكرانيا، بينما ارتفع سعر الغاز بالجملة إلى أكثر من الضعف، الأمر الذي عاد بالنفع على خزينة المملكة حيث شهدت فائضا في الميزانية.
ولأن فرض ضريبة القيمة المضافة، جاء نتيجة عجز الميزانية جراء الأثار الاقتصادية الناتجة عن الجائحة العالمية، طالب ناشطون على تويتر بإلغاء الضريبة التي أثقلت كاهل المواطنين وخاصة محدودي الدخل منهم، حيث انتهت الأسباب التي زعمت الحكومة أنها فرضتها من أجلها.
واستنكروا خلال مشاركتهم في وسم #حان_ايقاف_الضريبه، استمرار فرض الضريبة من قبل النظام السعودي على السلع الأساسية خاصة حليب الأطفال الرضع ومستلزماتهم التي يتم استهلاكها في فترة زمنية قصيرة.
من جانبها، قالت المتحدثة باسم حزب التجمع الوطني الأكاديمية مضاوي الرشيد، في حديث لها مع صحيفة صوت الناس، في فبراير/شباط الماضي، إن “المواطن السعودي بات لا يستفيد من نفط بلاده، وأصبح يدفع الضرائب ثمنًا للخدمات”.
وأضافت أن “النظام يفرض الضرائب بدون أي عملية استشارية وبدون أن يكون للمجتمع الحق في أن يقول كلمته في مجال صرف هذه الضرائب”.
حزب التجمع الوطني، طالب بإلغاء ضريبة القيمة المضافة بشكل عاجل، إذ أنها باتت ترهق المواطنين وخاصة الفقراء، مشيرا إلى ارتفاع سعر النفط ووجود فائض في الميزانية.
وتساءل عضو حزب التجمع الوطني عبدالله عمر، لماذا لا تلغي الحكومة السعودية ضريبة القيمة المضافة، بعدما رفعت القيود الاحترازية لجائحة كورونا وزادت أسعار النفط؟.
وتعجب الباحث في شؤون الخليج السياسية فهد الغفيلي، من عدم تخفيض الضريبة، رغم إعلان السلطات تعافي السعودية من جائحة كورونا، ووصول أسعار النفط لأرقام قياسية.
وأضاف الغفيلي، أن الأسباب التي ادعت الحكومة أنها فرضت ضريبة القيمة المضافة بسببها قد انتهت، مشددا على إلغائها بعد أن أثقلت السعوديين.
ورأت الناشطة السياسية دكتورة حصة بنت محمد الماضي، أنه يجب وقف تحصيل ضريبة القيمة المضافة، مشددة على ضرورة محاسبة السلطات على فرضها ضرائب أرهقت الشعب السعودي.
ونشر مغرد آخر، مقطع فيديو لوزير المالية السعودي محمد بن عبدالله الجدعان، وهو يعد في أحد المؤتمرات عام 2016، بأن حكومة خادم الحرمين، لن تفرض ضرائب على المواطن أو المقيم أو الشركات.
ودعا ناشط آخر، إلى إيقاف تحصيل ضريبة القيمة المضافة، بسبب ما يتكبده السعوديون من تضخم وغلاء، لافتا إلى معاناة الأسر المهجرة جراء إزالات أحياء مدينة جدة ومكة.
واستنكر صاحب حساب كن حرا، استمرار فرض الضريبة المضافة التي أثقلت كاهل الشعب السعودي وخاصة الطبقات البسيطة منه.
وضريبة القيمة المضافة، هي ضريبة غير مباشرة يتم فرضها على جميع الخدمات والسلع الرئيسية التي يتم بيعها وشراؤها من جهة المنشآت، ويتم فرضها في كل مرحلة من مراحل عمليات الصناعة بداية من مرحلة الإنتاج، ثم التوزيع ونهاية بمرحلة البيع سواءً كان للمنتجات أو الخدمات.